الدين والوطن
أبو مرتضى الحداد
لكي نصل إلى مستوى يستطيع أن يبني مستقبلا مشرقا فلابد ان نفصل بين
المفاهيم التي في الأغلب يكون الجهل والمرض النفسي حاديها. فالدين والوطن مفهوم ان
لكل واحد منهما مصاديقه الخاصة به .
ومن الطبيعي ان تكون مشتركات بين المفهومين. (فحب الوطن من الإيمان).
ومن خاف على دينه فليهاجر.
ولكن يجب أن لا تختلط علينا الأمور. فالدين تشريعا إلهي على الناس أن تدين
به وتلتزمه أوامره وتنتهي بنواهيه فهو نظام حياة فيه جنبة ظاهرة وجنبة غيبية.
فالعمل الظاهر له قواعده والعمل الباطن له قواعده.. وليس متاح لأي كان ان
يجمع بين الاثنين الا من اتار الله من عباده.
وقد اختلف أهل الاختصاص في تفسير مفهوم الوطن. ولكن باختصار فهو البلد الذي
تعيش فيه أنت وأسرتك وفيه جذورك وتاريخك.
وطبيعة الحال يترتب على ذلك حقوق لك وواجبات عليك عليك أن تراعيها. ونظم
هذه العلاقة مبني على قوانين تشرع للحفاظ على النسيج الاجتماعي بكل اختلافاته. والدين
هو الأكثر قدرة على بناء تلك الوشائج...
وقد تحول الدين إلى عائق في بناء مجتمع أمن مسالم.. هنا نريد أن نبين ان
المشكلة لا تكمن في التعاليم الدينية وإنما كل مشاكلنا في التطبيق.. بل وأكثر
التقاطعات خطورة تلك التي توضع في قوالب دينية أو مذهبية.
وما نعاني منه اليوم هو ذلك الخلط بين المفهومين لبلوغ أهداف تكون نتائجها
في الأغلب الأعم ليست في صالح الأمة والدين...
ومن هنا على الجميع أن يحترم أوطان الآخرين لكي يحصل على احترام وطنه. وعليه
ان يحترم الأديان ليكون دينه مسموعا عند الآخرين.
وعليه ان يحترم شعوب العالم ليجنب شعبه الكراهية....
وقد ظهر على السطح في الآونة الأخيرة حربا شعواء على القومية والوطنية مع
ان الله خلقنا قبائل وشعوب....
وقد بين سبحانه أن مقامات الرضى عنده هي التقوى مع ان التقوى لا تتقاطع مع
الاختلاف القومي والوطني. بل هي اي التقوى مسلك النجاة....
0 تعليقات