آخر الأخبار

الحال بين المعتزلة والوضع العراقي !





الحال بين المعتزلة والوضع العراقي !


علي الأصولي

للمعتزلة نظرية سميت عندهم بنظرية ( الحال ) وهي نظرية تعبر عن الحالة الوسط بين الوجود والعدم ،

ومفادها ، أنه لا يمكن تسمية شيئين في التوصيفات الوجود والعدم ، يعني ليس هناك قضية إما وجود أو عدم ، بل هناك شيء ثالث ، أو حالة وسطى بين الوجود والعدم ، وهذه الحالة لا هي موجودة ولا هي معدومة ، فقولنا ( زيد عالم ) مثلا فهي تمثل ذات وصفة  زيد والعلم ، ولذا صح الوصف زيد العالم ، وكل من زيد والعلم لهما مصداق خارجي يعني زيد موجود بالخارج والعلم له وصف واقعي خارجي،

والعلاقة بين الذات ( زيد ) والوصف ( العلم ) هي ( العالمية )
وعلى هذه الأمثلة فقس ، محمد قادر هيثم قائم ونحو ذلك ،

وعليه العلاقة بين زيد العالم ومحمد القادر وهيثم القائم هي العالمية والقادرية والقائمية ،  وهذه ما يتسمى عندهم بالحال وهي غير موجودة في الخارج ولا هي معدومة أيضا عندهم،

يعني هذا الحال لا يمكن الإشارة إليه بالواقع الخارجي كما لا يمكن نفيه لتقوم الصفة بنفس الموصوف أيضا ،

ولذا سميت عندهم بالحال وهي حالة وسط بين الوجود والعدم ،

قد تكون هذه النظرية صحيحة في ظل ما نشهده في العراق والوضع الراهن فلا يمكن لنا أن نجزم بعدم وجود دولة رأسا على عقب وكذا لا يمكن أن نجزم بوجودها وهذه الفوضى ،

ولذا لا مخرج لما نحن فيه إلا التمسك بنظرية ( الحال ) المعتزلية وإلى الله تصير الأمور  ...


إرسال تعليق

0 تعليقات