آخر الأخبار

انقلاب المعبد من البكاء إلى الرسالة






انقلاب المعبد من البكاء إلى الرسالة



على الأصولي

لوحظ في التاريخ الإمامي وتحديدا في عصر الصادقين (ع) إقامة مجالس سنوية للإمام الحسين (ع) وعقد المجلس يصاحبه تذكر بالحادثة الأليمة وإلقاء الشعر وتذكير الشيعة بالذكرى العاشورائية وما قدمه الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وخيرة أصحابه ، ولم تكن الشيعة آنذاك تعرف إقامة المجالس غير مجلس الحسين (ع) وعليه دارت روايات التأكيد على هذه القضية ، وبعد عصر النص شهد التاريخ الشيعي الإمامي انتشارا ملحوظا في المجالس خاصة مع وجود الدول الموالية أو المتعاطفة مع الطائفة الشيعية ،

حتى وصلت النوبة لإقامة المجالس الفاطمية السنوية منذ تلك الأزمان ليومنا هذا ، وإنشاء المراسم والمحافل المناسباتية لأي إمام كان غير الإمام الحسين (ع) بما فيه السيدة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها ) لا تحتاج إلى مزيد مؤونة لبيان شرعية إحياء المجلس بذاته لدخول الكل في العمومات الفوقانية على ما يعبرون أصوليا ،

نعم اختزال المجالس الفاطمية وبنيها في موضوعة البكاء والنحيب والعيش في الم الماضي واستحضار ظالميهم باللعن الوبيل ، ليس هو الملاك والغرض من إقامة هذه المجالس وأن قطعنا بوجود الثواب على الاستذكار تبعا للنصوص العامة ،

ذكرت في مقال قديم في الأيام العاشورائية حول البكاء لسيد الشهداء الحسين (ع) ذكرت هناك أن تأكيد النصوص الخاصة حول استحضار واقعة ألطف في العقل الشيعي لا يعني أكثر من كون هذا التأكيد رسالي حاول المعصوم رسم خارطة طريق مستقبلية لعموم البشرية ومن ضمنهم الشيعة وعدم القبول بالضيم مع كبرى الانحرافات المجتمعية الدينية والدنيوية ،  وإلا الجلوس والبكاء واللطم والنحيب لا يرجع الإمام للحياة ولا يأخذ شيعته للماضي للنصرة ،

وكيفما كان ، أن إحياء المجالس الفاطمية واستحضار التاريخ لا يعني العيش الماضوي وترك الحاضر والمستقبل ولذا عبرنا أعلاه بانقلاب المعبد وأقصد الفكر القدمائي الكلاسيكي مع احترام الماضين والخروج بالمفاهيم الفاطمية من حيز التاريخ إلى حيز الحاضر والمستقبل الاجتماعي والسياسي الرسالي،

ومن هنا أنبه على استحضار أسباب التخلف الإسلامي والشيعي عن الركب والأوضاع الاجتماعية المخزية وكثرة الموبقات المتفشية بين صفوف شيعة علي (ع) وأحباب الزهراء (ع) حتى تتم النصرة الفاطمية وإعادة النصاب الصحيح لعموم مجالس آل محمد (ص)
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم  وأنا اكتب هذه الكلمات وأنا خجل ... ممن دارت على معرفتها القرون الأولى.

إرسال تعليق

0 تعليقات