آخر الأخبار

من يجرأ على الكلام








من يجرأ على الكلام

محمود جابر

فى اتيلية تجديد الخطاب الدينى الكل يعرض ما لديه من موديلات جديدة، ما بين قبول الآخر، إلى التسامح، إلى التعددية الفكرية إلى نبذ الإرهاب والفتاوى التكفيرية وأحاديث الآحاد ، وقراءة السنة بعين الواقع واللى مش عارف أية .

واعتقد أن وصف أتيلية على المعروض من الخطاب الديني وصفا لائقا، ووصفا يتسق مع ما سأسرد فى هذا المقال الذى يرجع الفضل فيه للعزيز المحترم عناية السفير هانى بسيونى، الذى وجه لى سؤالا عن رأى بما حدث من شيخ الأزهر الشريف فى مؤتمر تجديد الخطاب الدينى وردا على الدكتور الخشت .

وللحقيقة كان ردى عليه متأثرا بما قراءة لا بما سمعت، بيد أنني بعد برهة وبعد انتهاء الحوار قمت بسماعة كلمة الدكتور الخشت وكلمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب .

فالطيب يمكن تلخيص كلمته ببيت الشاعر حين قال :

رمتنى بدائها وانسلت

وهو بيت يضرب به المثل على من يعيبك بعيب وهو أصله.

فالغرب بمراكز أبحاثه وصحفه ومؤسساته الإعلامية، أشبعنا اتهاما بإرهابنا وإجرامنا وتعصبنا وأصوليتنا، بالإخوان والوهابية وداعش والنصرة والسلفية ....
متناسيا أن مشهدا واحد كفيل بإثبات العديد من الدلالات العجيبة والغريبة وهو النموذج الذى اختاره فضيلة الدكتور الطيب حينما قال من ينظر الى مشهد ترامب ونتيناهو وهما يقررا مصير بلادنا وشعوبنا دون مشاركة احد منا ودون استشارتنا ودون أن يكون لنا رد فعل دليل على ما نحن فيه .

وبعيد عن السجال – إن كان يمكن أن نسميه سجالا- الذى دار بين فضيلة الإمام وبين الدكتور الخشت من كلام، ولكن الواقع يقول أن لا الأزهر ولا الشعوب العربية كانت مسئولة عن ابتكار الإخوان المسلمين وقبلهم الإخوان – الوهابية – ومن بعدهم المجاهدين فى أفغانستان، فشركة قناة السويس ووزارة المستعمرات البريطانية وشركة الهند الشرقية والإدارة الأمريكية هى التى ابتكرت كل هذه الألوان الإرهابية وبعثتهم من العدم، وكان للسياسة فعل السحر فى اختطاف الدين الإسلامي من كونه دين حب وسلام، الى مظهر ارهابى والى الإسلام فوبيا، عن طريق دعوة الرئيس السادات وسماحه بان يكون هناك دعما للمجاهدين فى أفغانستان وكانت مكبرات الصوت تجوب الشوارع فى الميادين والقرى وكان الناس تتجمع لان ولى الأمر قال انه جهاد والناس تجب الدين فتجمعوا وتم تسفيرهم الى معسكرات تحت إدارة مسئول فى المخابرات الأردنية فسلطيني الجنسية يسمى عبدالله عزام، وكان يساعده ابن الملياردير السعودي ابن لادن، ومن كل البلدان وعلى هذا المنوال تم تسفير الشباب إلى معسكرات تديرها المخابرات الأمريكية لتكون حربا أمريكية بأيد مسلمة ويتم تصنيع الآلاف النماذج القتالية كمافيا – إسلامية – تحارب فى صفوف البنتاجون وبأمر من السى اى اية، ومن أفغانستان إلى اليمن الى الشيشان الى كوسفا والبوسنة والهرسك الى الصومال الى مصر وليبيا والسودانوتم صناعة حالة إرهابية هى شبكة عظيمة تدار عن طريق أجهزة مخابرات ..

عصابات مسلحة تحت اسم الإسلام ينتقل فيها الأشخاص كما هو الحال اليوم من سوريا الى ليبيا ولا اعرف اى جواز سفر يحملون ومن ينقلهم ويسهل لهم تنقلهم وتسليحهم وتدربيهم كما قال الرئيس السيسى ؟!!

قضية ظهورنا على إننا إرهابيين وان تراثنا يحمل جرثومة التخلف والجمود والاستدلال بكل هذه الجماعات هو من قبيل الحرب النفسية والكل يعلم من صنع ومن درب ومن ينقل ومن ينفق ومن يسلح ولكن الجميع لا يتحدث، لا يتحدث احد أن المسيحية الصهونية والمسيحية الإنجيلية تسير اكبر دولة فى العالم نحو حرب كونية لعودة المسيح وهم يؤمنون بخرافات وحروب إبادة وهذا هو الإرهاب بعينه لم يقل احد أن الإرهاب الإمريكى قتل ملايين الأشخاص فى لحظة واحدة بعد إلقاء قنبلة هورشيما على اليابان ولم يقل احد أن الإرهاب الامريكى قتل ملايين الفيتناميين بكل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا.

ولم يقل احد أن إسرائيل منذ صناعتها فى قلب العالم العربي بدعاية وارتكاز دينى مسيحى، وان إسرائيل ارتكبت كل أنواع الجرائم الإنسانية من الإبادة الجماعية الى الاختطاف الى اغتصاب الأرض الى احتلالها الى الأسلحة المحرمة دوليا الى سجن شعب كامل فى سجون مفتوحة لا حقوق لهم ولا شرعية دولية ولا إنسانية تحت دعاوى دينية ايضا.

نحن كمسلمين لسنا على كامل الحق، ولكنا فى المقابل لسنا على كامل الباطل، نحن أمم وشعوب مثل غيرنا ممن يحمل دينا، يؤثر فيه وفى حياته وسلوكه ولكنا جزء من العالم ومن الحضارة نتأثر بها وتؤثر فينا، ولكنا لسنا سبب هذا الفساد والدمار والإرهاب فى العالم، ومن يحاول أن يكون منطقه فى التجديد هو أننا سبب كل شر فهو يسير فى جوقة الغفلة عن الواقع وعن المعرفة ويتبع غير الصراط السوى...

 الحال يا إخوان أننا نحن نحتاج الى تجديد لان كل أهل زمان لهم حاجة فى فهم النص الأصلي وفق ظروفهم ولكن ديننا وتراثنا يملك من الاتساع والثروة التى تغنى المسلمين عن أن تكون متسولين لمعارف غيرنا لتجديد خطابنا وخاصة ان غيرنا أكثر تعصبا وأكثر مكرا وأكثر كرها لنا .





إرسال تعليق

0 تعليقات