الحرب المقدسة
علي الأصولي
في
ألمانيا تحديدا ، وفي عصر الجهل والفقر والمرض ،
قامت
الحرب بين المسيحيين أنفسهم تمثل بالجناح الكاثوليكي والجناح البروتوستاني،
وسببها
راهب يدعى ( مارثن لوثر )
مارثن
قادة حركة دينية إصلاحية تعتبر من كبرى الحركات الدينية الإصلاحية في الوسط
المسيحي آنذاك،
وكانت
مجمل أفكاره التبشيرية تتمحور حول رفض فكرة صكوك الغفران ورفض السلطة المطلقة
الممنوحة للبابا وضرورة ممارسة القساوسة حياتهم الاعتيادية ومنها الزواج وإتاحة
تفسير الإنجيل وعدم حصر تفسيره في المحفل البابوي، ومحاربة الفساد في المفاصل
الدينية الكنسية والتي منها شراء المناصب الدينية العليا كالمطرانية ونحوها ،
وعلى
إثر هذه الأفكار وسريانها في الوسط المسيحي المتدين وانقسام الناس إلى متبني لهذه
الأفكار ومناهضة لها ومتحفظ تم استدعاء مارثن للكنيسة الرومانية الكاثولكية على
وجه السرعة فقد استدعاه البابا شخصيا ،
إلا
أنه رفض المثول أمام أعلى سلطة دينية مما جعل البابا ان يتخذ إجراء الطرد بحق لوثر
من الكنيسة، وإعطاء الأمر بإحراق كتبه واعتقال طلابه ومريديه،
غير
ان أفكار مارتن لوثر اخذت بالتوسع واستقطبت جمهور عظيم من أبناء ألمانيا حتى شكلوا
بمرور الوقت الأغلبية الساحقة تحت جناح المذهب البروتوستاني،
وهنا
تحركت الكنيسة الكاثولكية بما تتمتلك من قوة وسلطة وإمكانات مادية ومتديين ( قافلين
على القضية ) لتشكيل محاكم التفتيش بحثا عن مخالفيها،
وبدأت
الحرب الدينية المقدسة منذ ذلك التاريخ بدأت
الحرب الدينية المقدسة ضد البروتستانية
وأبادت
( 40% ) من شعوب أوروبا الذين ينتمون للبروتستانت، وما يقرب من نصف سكان ألمانيا.
لم
تقتصر محاكم التفتيش على ألمانيا بل شملت أوربا وأصبح التحقيق والتفتيش والقتل
والتنكيل بمجرد الظنة والتهمة ،
وأصبحت
هذه المحاكم الكابوس الأعظم لمفكري أوربا وكتابها وعلمائها ، وشملت المحاكمات
والإعدامات لجماعات خارج المنظومة الدينية كالمرتدين واضرابهم ،
واختلفت
ضروب الموت على يد الجماعات التفتيشية بالغرق تارة والحرق تارة أخرى ناهيك عن الإعدامات بالشنق ميدانيا
بل وحتى زهقت الأرواح بالخنق ،
انقسم
العالم المسيحي إلى معسكرين ولم تنتهي هذه الحرب إلا بعد خراب الأوطان وانتشار
الأوبئة والجهل والفقر وشلل كامل لمدة ( ٣٠ ) سنة
وبعد
اللتيا واللتي اكتشفت الأطراف المتنازعة ان الحرب ليست وسيلة للسلام ولا بد من
الخروج من الواقع المرير واستسلمت الكنيسة الكاثوليكية بنهاية المطاف وانسحبت من
المشهد واكتفت بدورها الديني الكنسي وتركت الناس وشانهم اجتماعيا وسياسيا فكانت
أوربا الحديثة ومنها المانيا،
0 تعليقات