آخر الأخبار

إقتحام العقبة أو الانزواء وتدخين النرجيلة







إقتحام العقبة أو الانزواء وتدخين النرجيلة 

علي الأصولي

في العصور المتأخرة خضع المنصب إلى حسابات دقيقة ورعاية توازنات بل واشتراطات آخوندية ودخول صراع المحاور الاجنحة الدينية والتردد ما بين الصقور والنمور في عملية جدا معقدة ،

واما مسألة التقييمات العلمية والاخلاقية فقد كادت أن تختفي وسط زحمة التقاطعات في الأروقة ،

لم تنشر مرجعية ما اي مرجعية إلا عن طريق فاتورة مالية ضخمة وشبكة محترفة من الوكلاء والخطباء والاقلام للترويج، واما ان تترك الأمور ان تاخذ سياقاتها الطبيعية وانت جليس الدار فانصحك ان تقف وتتأمل بل وأن تقتدي بالشيخ الحلي الفقيه الأصولي المعروف،  أستاذ فقهاء النجف المعاصرين وزميل الأصفهاني السيد ابو الحسن والمحقق الشيخ النائيني محمد حسين الغروي والمحقق الشيخ ضياء الدين العراقي ،

الشيخ الحلي المعروف بكثرة الدرس والتدريس والافاضة ببحث الاستصحاب الذي كان من طرائق درسه وفنياته ان لا يعطي رأيه بصراحه في المسألة المبحوث عنها وعندما يسأل عن رأيه كان يجيبهم بقوله : هذا عملكم ،

ومع فضل تلامذته واكابر من حضر درسه من قبيل السيد محمد رضا الموسوي الخلخالي.الشهيد السيد محمد تقي الحسيني الجلالي السيد علي الحسيني السيستاني .السيد محمد سعيد الحكيم. السيد عز الدين بحر العلوم. الشيخ مرتضى البروجردي وغيرهم ،

إلا أنهم قد ترك وحيدا في الإصطفافات المرجعية واختيار زعيم الطائفة المقبل في حالة إحباط منقطعة النظير بعد أن شعر بالغبن والسحق على عنوانه وإستحقاقه العلمي الرفيع،

فقد عاش في غصة وشظف من العيش ضاغط إلى حد كبير اجبرته بالانزواء في زوايا البيت وبيوت بعض الأصدقاء،

يقول السيد المرحوم محمد بحر العلوم :
كنت أجلس أحياناً إلى… الشيخ حسين الحلّي فأجده منكمشاً على نفسه يسامر نارجيلته، وهو مُطرق لا يرفع رأسه إلّا لسائلٍ أو قائلٍ، فإذا أجاب أو وعى رجع إلى إطراقه يساجل سميرته، ويكاد الشاعر الحساس يشرف على قلبه وهو مضغوط بين يدى اليأس من هذا المجتمع، والنقمة على هذا النفر من الناس ـ عنيت النفر الذي هو منهم [أي أهل الحوزة] ـ وفي الطليعة من مقدمة جمهورهم الصاخب في وجه الطغيان، الحلّي كان الساعد الأيمن للمجتهد الكبير الميرزا النائيني المتوفى قبل أعوام، ولقد كانت تُثنى له الوسادة بين يدي عميده، وكان هو المرجع الثاني إذ يرجع الناس إلى إستاذه، وها هو اليوم مُعطّل قابع يتلمّس في ظلام هذا الأفق القاتم وجهاً يتذرع به إلى السلوى عما يرى ويسمع، وهل هناك أشقى من عالم هجره قومه، وفرغوا للالتفاف بمن هو دونه، حتى انطوى على نفسه كما انطوى إمامه من قبل…”؟!  (مقدّمة كتاب أصول الفقه للحلّي، ص/117 )

إرسال تعليق

0 تعليقات