آخر الأخبار

وجهة نظر: قطر وايران




وجهة نظر: قطر وايران

نبيل عاتى


قطر أول دولة مولت تنظيم القاعدة و تنظيم داعش في العراق وجبهة النصرة في سوريا و حركة طالبان في باكستان وتنظيم القاعدة في اليمن. فهي تعد أكبر دولة إرهابية ساهمت في نشر دمار البلدان وقتل الشعوب البريئة في العالم.

قطر أول دولة طبّعت العلاقات مع الكيان الصهيوني ولا زالت تضمن علاقة إستراتيجية معه ، وتعد أكبر شريك اقتصادي وعسكري في المنطقة مع إسرائيل.

قطر تمتلك أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط وهي قاعدة (العديد) الجوية في الدوحة وأحد أسباب صراعها مع السعودية هو خطف تعزيز القوات الأميركية منها بإقناع الأخيرة لتنقل مركز العمليات الجوية الأمريكية للشرق الأوسط من قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية الى قاعدة العديد ومنها قادت الولايات المتحدة عملية غزو العراق عام 2003.

إلى هنا قطر دولة إرهابية وعميلة لأميركا الشيطان الأكبر وإسرائيل الشيطان الأصغر .

تابع ويايه

إيران تمتلك علاقات سياسية وثيقة مع قطر وتعاون أمني واقتصادي مشترك في مجال النفط والغاز ، وقد ساهمت إيران في دعم قطر في محنتها حين شنت دول الخليج الحصار عليها ولا زالت. ولم تهتم لعلاقة قطر بإسرائيل والولايات المتحدة.

في حين:
قطر دعمت جيش النصرة في سوريا لإسقاط حكومة بشار الأسد .. وإيران أعلنت الجهاد ضد جيش النصرة من أجل حماية مرقد السيدة زينب للحفاظ على كرسي بشار الأسد !! ،

قطر دعمت داعش في العراق وإيران حاربت داعش في العراق !!
لكن علاقة إيران وقطر بنفس الوقت قوية سياسيا واقتصاديا وأمنيا ولم تضعف أبدا. كيف ؟ لا ادري.

لم تطلب إيران من قطر ان تكون ضمن محورها ضد محور الشر الأميركي .. بل إن قطر بعلاقة وطيدة مع المحورين .. بمعنى أن سياسة المحاور لا تنطبق عليها.

هناك من يقول ان إيران تمثل مركز الولاء الشيعي ونصرتها نصرة الإمام المهدي عجل الله فرجه ومن لا يكون تابعا لها ولمواقفها فإنه يخون المذهب .

فنسأله :
هل يمكن للإمام المهدي أن تكون دولته تناصر دولة كقطر التي ترسل الإرهابيين وتمولهم لقتل الأبرياء وتطبع العلاقة مع إسرائيل وتبني قواعد للأمريكان في الخليج. وهؤلاء هم أعداء الإمام المهدي عليه السلام. ثم هل تعتقد أن كل مراجع الشيعة تتوافق مع سياسة إيران وترى فيها إنها سياسة تمثل نصرة الإمام المهدي ام ستتهم هؤلاء العلماء بأنهم ضد المذهب والإمام المهدي. وهل نحن نعرف ما يوافق منهج الإمام المهدي أصلا في التعامل السياسي ؟

خلاصة الكلام:

إيران دولة كأي دولة تبحث عن مصالحها لكنها تستخدم الشحن العقائدي والعاطفي الشيعي الشعبي لتصنع لها مريدين يحاربون عنها بالوكالة ، وتستغل عاطفة الشيعة البسطاء ليدافعوا عنها ولا يفكروا بمصلحة بلدانهم وكل ذلك من اجل صراع النفوذ في المنطقة.

الولايات المتحدة تستغل وضع إيران وتستفيد منها وتنمي عقدة الخوف منها والعداء لها لدى دول المنطقة لتستغل ذلك ببيع السلاح وحلب الأموال من تلك الدول والسيطرة عليها وخاصة دول الخليج وفي مقدمتها السعودية . وتحاول ان تستغل الوضع في العراق لتوسيع نفوذها في مواجهة نفوذ إيران وتزيد من أصدقائها في المنطقة وتحلب آبار النفط العراقية والخليجية.

لهذا تجد ان المرجعية الدينية في النجف الاشرف حذرت من الدخول في سياسة المحاور وطالبت باتخاذ سياسة النأي بالنفس عن الصراع الإقليمي بين إيران والولايات المتحدة وعدم جعل العراق ساحة لهذا الصراع. وبناء حكومة عراقية قوية بعيدة عن الانخراط في هذه اللعبة.

نحن جميعنا نحب إيران كدولة شيعية لكن هذا لا يعني ان نرضى بكل أفعالها وأن نذوب في سياستها .. بل نمدحها حين تستحق وننتقدها حين تستحق .. ولا يوجد معصوم إلا اهل البيت عليهم السلام.

أخطاء إيران السياسية كثيرة ونعرف منها كعراقيين إعادة العلاقة مع حكومة نظام صدام البعثي حين عزله العالم بعد دخوله الكويت، بعد ان كانت تسميه إيران النظام الكافر وتحاربه على أساس عقائدي كما كانت تدعي ودخلت معه في حرب ثماني سنوات حطمت البلدين وأعدم صدام خلالها عشرات علماء الدين ومئات الشيعة ذنبهم انهم ناصروا إيران، فإذا بها تنسى كل ذلك ثم تقيم علاقات معه و لا تريد إسقاطه على يد الولايات المتحدة. مما حير العراقيين آنذاك وخاصة الذين كانوا يعتقدون أنهم يحاربونه معها بدافع عقائدي.

هسه فهمت ليش مرجعيتك تگول و احنا نگول ما لنا دخل بالصراع الإقليمي بين أمريكا وإيران. لأنه صراع نفوذ ومصالح.

إن كنت مخطئا فاقنعني بخطأي. وإن كنت مصيبا فيكفي ان تمضي بهدوء وتفكر ببلدك وتهتم بمصالحه بعيدا عن التأثير الخارجي.

إرسال تعليق

0 تعليقات