الضربة الإيرانية...
ووعي الحدث
عز الدين محمد
قامت إيران أمس بضربة على قاعدتين أمريكيتين في عين الأسد وأربيل، وبمجرد الإعلام
عن الحدث وقبل أن تتضح الرؤية وقبل أن نعرف ماذا حصل بالضبط؟ وأين سقطت الصواريخ؟
وما مدى الأضرار البشرية والمادية التي أحدثتها؟
قبل كل ذلك رأيت بعض الأخوة
يهللون للضربة كما لو كانت فتحا عظيما قبل أن يفهموا أي شيء، وقبل أن يسمعوا أي
موقف من الدولتين، وهذا ما يعطي مثالا بسيطا على مستوى الوعي السياسي عند بعض
الأشخاص الذي لا يرتفع كثيرا عن مستوى التهريج.
من الواضح جدا بأن الضربة كانت بسيطة ومحدودة وهي مجرد عمل شكلي لرد
الاعتبار، تفهمته الإدارة الأمريكية وتعاملت معه على ذلك.
اريد هنا أن أشير إلى نقطتين وأرجو من الإخوة في محور المقاومة أن يعوا الأمر
جيدا، لا سيما بعد أن هدأت الفورة وتم أخذ الثأر وإن كان بشكل بسيط جدا جدا، وهما:
أولا: أن الحرب الأكثر إيلاما هي الحرب الاقتصادية، وهي التي تدمر الأمم والدول،
على الأخوة في محور المقاومة أن يعوا ذلك جيدا ويتلفتوا الى شعوبهم، وينظروا فيما
يصلح أمرهم، ويعرفوا أن المشروع السياسي لا سيما اذا كان يحمل صبغة دينية يفترض
أنه جاء ليخدم الجمهور.
ولهذا ليس مستبعدا أن تجد الجمهورية الإسلامية نفسها تحت ضغط الحصار لتغير
سياستها بما يضمن انفراجا اقتصاديا، والتبرير الفقهي موجود دائما بلا شك.
ثانيا: ان ما هو أخطر هو أن خط المقاومة فقد الكثير من قاعدته الجماهيرية من إيران
الى العراق الى لبنان، وهذا ما سيدفعه للتأكيد على الجانب العسكري في مواجهة
جمهوره المفترض، وهذا ما سيفقده مشروعيته الشعبية بشكل كبير.
من يريد ان يخدع نفسه، فهو وشأنه. ومن أراد أن يستعمل ما حصل للتسويق الإعلامي،
فليكن. لكن في النتيجة ما لم نقرأ الحدث قراءة موضوعية، فسيكون المستقبل سيئا جدا
جدا.
0 تعليقات