المبحث الأول: معنى القيادة في فكر السيد
الشهيد (1)
على الشديدى
يجد المتتبع لكلمات
السيد الشهيد بشأن القيادة كفكرة إسلامية لها جذورها التاريخية التي وضح معالمها
في كتاب (مبحث ولاية الفقيه) فهو من المؤمنين بنظرية ولاية الفقيه وما يترتب عليها
من آثار دينية واجتماعية وسياسية، لكن هدفه لم يكن إقامة حكومة إسلامية بقدر سعيه
لإيجاد مجتمع إسلامي أو قل مجتمع صالح يشعر بمسؤوليته اتجاه دينه ومذهبه، وهذا
نابع من طبيعة الظروف الصعبة التي مرّ بها العراق في ظل دكتاتورية تحكمه بالحديد
والنار، لكنه بصورة عامة فهو مؤمن بأن القيادة مستمرة من عصر النبي (صلى الله عليه
واله وسلم) إلى عصر الظهور المبارك، مروراً بسلسلة من أنواع القيادات التي سنأتي
على بيانها لاحقاً، فمعنى القيادة عند السيد بصورة مجملة هو (الإشراف والتدبير) فيما
يخص أمور المجتمع في حفظ مصالحه وتشخيص المشاكل وطرح الحلول لها ويجب على القائد أن
يكون متصفاً بعدد من الصفات أهمها، (الأبوية) وهي أول صفة يجب أن يتصف بها القائد
بحيث يشعر انه مسؤول عن تربية الأمة تربية صالحة والحفاظ عليها ودفع الشبهات التي
تعترضها وتذليل صعابها وتخفيف آلامها وتوعيتها، كل ذلك مشروط بتفاعل المجتمع مع
القائد وتطبيق نصائحه لكي يحصد الثمرة المرجوة من هذا التفاعل، ومن هنا ارتبط
مفهوم القيادة بالولاية، إذ يقول السيد في هذا الصدد (ومن هنا سمي القائد ولياً ...
وسميت القيادة بالولاية) (1)
(1) محمد الصدر. مبحث ولاية الفقيه. تحقيق مؤسسة
المنتظر لإحياء تراث آل الصدر، ط 1، مؤسسة مدين للطباعة والنشر، 2013، ص41.
0 تعليقات