آخر الأخبار

الأخلاق والدين (1)





الأخلاق والدين (1)

مراحل تدني الأخلاق الدينية


عز الدين محمد


عندما ظهر الإسلام أعلن نبيه (ص) بان غايته أخلاقية، حيث قال: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.. أي أن هذا الدين جاء كمنظومة قيم أريد بها أن تصلح قيم مجتمع استهلك أخلاقيا. كان سادة قريش واعون تماما لذلك، ولذلك عارضوا الإسلام ليس لكونه يمنعهم من عبادة آلهتهم أو استبدالها بإله واحد، فهذا آخر ما يهتم به التجار، لكنهم خافوا من ان القيم الجديدة سوف تقلب الوضع الاجتماعي لغير صالحهم.

حتى العبادة كانت أهدافها قيمية فالصلاة ( تنهى عن الفحشاء والمنكر) والصوم فرض ( لعلكم تتقون) لكن مع مرور الوقت وغلبة القراءة الفقهية تغيرت الأمور، وصار الفقه ينظر الى شكلية العبادة لا إلى أثرها الأخلاقي.

المهم ان تصلي وتصوم حتى ولو لم يكن لصلاتك أو صومك أي أثر، هنا انفصل الدين الذي اختزل بالعبادة عن السلوك الأخلاقي، وصار الدين مظهرا، نعم مجرد مظهر.

ثم جاءت المرحلة الثالثة، حيث استبعدت القيم بشكل واضح، لهذا تجد كثيرا من المدح والثناء لشخصيات لأنهم رفعوا راية الدين رغم أنهم كانوا يسرقون ويقتلون، وكل ذلك لا يهم، فهذا ليس من المنكر، بعد أن تم حصر المنكر بالخمر والنساء. وأحيانا يتم غض النظر حتى عن ذلك عندما يرتكبه قائد كبير لأنه رفع راية الدين أو المذهب.

ثم جاءت المرحلة الرابعة، حيث تجد كثيرا ممن يدّعون الدين ويصرون على الدين والسياسة شيء واحد، وهم يعلنون رفضهم لشرب الخمر وهم يشربون الخمر والدم، ويدعون الى قطع يد من سرق رغيفا وهم يسرقون ثروات أمة ويجيعون شعبا.
أيهما أعظم شرب الخمر أم قتل النفس المحترمة؟ أيهما أعظم الرقص أم سرقة المال العام؟ أيهما أقذر تدمير المجتمع أم زيادة عدد الأيتام والأرامل؟ أيهما أعظم فحشا الزنا ام خيانة الوطن؟

من يؤمن ويعتقد أن الدين قيم أولا سيكون جوابه صحيحا، ومن لا يرى القيم في الدين فلن يستطيع أن يجيب بشكل صحيح.

( الصورة كما قيل لعلب مشروب وجدت في إحدى ساحات الاعتصام، رغم اني متيقن بأنه كذب وحتى لو كانت صحيحة فإنها لا تسقط حقانية مطالب المتظاهرين ولا تبرر الاعتداء عليهم)

إرسال تعليق

0 تعليقات