الصدر والمشهور
علي الأصولي
لا نزاع في ثبوت حق الطاعة للمولى عز وجل ، إقتضاء لمدركات العقل العملي
القطعي ، بين الشهيد الصدر الأول وعموم طلبة مدرسته وبين مشهور الأصوليين ،
ولكن النزاع هو في حدود هذه الطاعة ؛
فقد ذهب أكثر الأصوليين إلى حدود ما علم بالقطع من التكليف وبهذا القطع
يكون منقحا لموضوع حق الطاعة ، بصرف النظر عن مناشىء هذا القطع سواء من المقدمات
العقلائية وغير العقلائية ، أو منشأ الكتاب والسنة ، أو المدركات العقلية ،
وذهب آخرون إلى تبني هذا الرأي في الجملة بقيد التقليل والتضييق من هذه
القطوعات ، إذ ليس كل قطع بالتكليف يكون منقحا لموضوع حق الطاعة ، بل بعض القطوعات
منقحة وبعضها الأخرى لا يمكن الإلتزام بها كما هو مبنى جملة من الفقهاء ،
فالمبررات التي تنشا من مقدمات غير عقلائية ( قطع القطاع ) لا يثبت ولا ينقح موضوع
الطاعة ،
وانفرد السيد الصدر محمد باقر وعموم مدرسته إلى توسعة دائرة حق الطاعة
بعرضها العريض بعد أن قرر أن مطلق الانكشاف يصح لتنقيح موضوع حق الطاعة ، سواء كان
في مرتبة الظن أو الاحتمال فضلا عن القطع ،
وهذا المسلك إشارة واضحة إلى القاعدة العقلية المقتضية للاحتياط العقلي ،
في موارد الشك بالتكليف ،
#وكيفما كان : لم يقدم السيد الشهيد الاول لدعواه سوى بعض التقريبات
والمنبهات كدليل على المسلك ، انطلاقا من توسعة دائرة حق المولوية ، مع ان ثبوت
توسعة الدائرة لا يلزم منه توسعة التكاليف حتى شمل الامتثال التكليفي بالظن
والاحتمال ولا أستبعد الوهم !
0 تعليقات