آخر الأخبار

الصدر والمشهور






الصدر والمشهور


علي الأصولي


لا نزاع في ثبوت حق الطاعة للمولى عز وجل ، إقتضاء لمدركات العقل العملي القطعي ، بين الشهيد الصدر الأول وعموم طلبة مدرسته وبين مشهور الأصوليين ،

ولكن النزاع هو في حدود هذه الطاعة ؛

فقد ذهب أكثر الأصوليين إلى حدود ما علم بالقطع من التكليف وبهذا القطع يكون منقحا لموضوع حق الطاعة ، بصرف النظر عن مناشىء هذا القطع سواء من المقدمات العقلائية وغير العقلائية ، أو منشأ الكتاب والسنة ، أو المدركات العقلية ،

وذهب آخرون إلى تبني هذا الرأي في الجملة بقيد التقليل والتضييق من هذه القطوعات ، إذ ليس كل قطع بالتكليف يكون منقحا لموضوع حق الطاعة ، بل بعض القطوعات منقحة وبعضها الأخرى لا يمكن الإلتزام بها كما هو مبنى جملة من الفقهاء ، فالمبررات التي تنشا من مقدمات غير عقلائية ( قطع القطاع ) لا يثبت ولا ينقح موضوع الطاعة ،

وانفرد السيد الصدر محمد باقر وعموم مدرسته إلى توسعة دائرة حق الطاعة بعرضها العريض بعد أن قرر أن مطلق الانكشاف يصح لتنقيح موضوع حق الطاعة ، سواء كان في مرتبة الظن أو الاحتمال فضلا عن القطع ،

وهذا المسلك إشارة واضحة إلى القاعدة العقلية المقتضية للاحتياط العقلي ، في موارد الشك بالتكليف ،

#وكيفما كان : لم يقدم السيد الشهيد الاول لدعواه سوى بعض التقريبات والمنبهات كدليل على المسلك ، انطلاقا من توسعة دائرة حق المولوية ، مع ان ثبوت توسعة الدائرة لا يلزم منه توسعة التكاليف حتى شمل الامتثال التكليفي بالظن والاحتمال ولا أستبعد الوهم !

إرسال تعليق

0 تعليقات