ثورة الفئوس
بقلم د. أحمد دبيان
( الصورة المذيلة للفريق أبو جبل الكردى قامع ثورة الفئوس ومهشم جماجم أكثر
من أربعين ألف فلاح )
الشيخ الطيب أحمد السلمي الكبير من السلمية فى الأقصر ومن قبله والده الشيخ
أحمد عبيد ، كانا متصوفين ، ويبدو أن فى تلك الفترة والتى قادت فيها حركات التصوف
الجهاد ضد التدخل الأجنبي والثورة على التمايز والظلم سواء الأمير عبد القادر الجزائري
فى الجزائر ، أو السنوسية فى ليبيا .
وبعيدا عن الوثائق الحكومية الملكية والرحالة الأجانب والتى شوهت قائد
الثورة واتهمته بأنه دجال مشعوذ ودرويش مجنون وشقى من مطاريد الجبل .
قاد الشيخ الطيب أحمد من بعد فشل ثورة والده وهروبه من بطش الوالي محمد على
ثورة فى عهد الخديوى إسماعيل عام ١٨٦٤ اشترك فيها آلاف المواطنين مطالبين بالعدالة
الاجتماعية وتملك الأراضي الزراعية .
الشاهدة الوحيدة على تلك الثورة المنسية والتي تسمى ثورة الفئوس هي الليدى
لوسى داف جوردون والتى كانت تقطن فى السليمية مركز أرمنت إستشفاءا وكتبت عنها فى
كتابها رسائل من مصر .
كانت قرية السليمية تعج باضطرابات شديدة بسبب سياسة سحب ومصادرة الأرض من
الفلاحين وإعطائها للأوروبيين .
حين نشبت الثورة والتى قادها الشيخ الطيب عام ١٨٦٤ انضمت لها عشرة قرى فى
محافظتى قنا والأقصر منهم قرية القاو والمختلف عليها والتى ذكرها الشيخ الطيب فى
أشعاره كثيرا وكانت من ضمن القرى التى دكتها مدافع الفريق إسماعيل أبو جبل الكردى
ضمن قرى أخرى تم محوها وتدميرها بالكامل وتم نزوح جماعى من أهلها خوفا من التنكيل
والتشريد .
لجأ الشيخ الطيب إلى الجبال وانضم إلى الفلاتيه ( مطاريد الجبل ) بعد قيادة
الثورة وكان اتباعه يزورونه ليستمعوا إلى خطبه وأشعاره .
استطاع الثوار طرد الأجانب والإقطاعيين واستعادة الاراضى وتوزيعها على
الفلاحين لمدة عام حتى تحركت قوات الخديوى بقيادة الفريق أبو جبل الكردى وسحقت
الثورة .
كان سلاح الفلاحين فى تلك الثورة هى الفئوس وبعد قمع الثورة تم تهشيم جماجم
أربعين ألفا من الثوار أحياء بأوامر من أبو جبل الكردي والخديوي إسماعيل .
لقبت هذه الثورة بثورة الفئوس وعدها بعض الأجانب من أوائل الثورات الشيوعية
.
بعد قمع الثورة اختفى الشيخ الطيب أحمد وتم الترويج انه مشعوذ وانه شقى
مجرم من المطاريد .
ولمحو فكرة الثورة وما تمثله تم شراء أبنائه وإقطاعهم الإقطاعيات وصار
بعضهم يلعن الاشتراكية وكل قيمها وما تمثله مع تعمد إخفاء اى ذكر لثورة الجد
العظيم .
0 تعليقات