نظرة في دعاء "الفرج"
عز الدين محمد
من الأدعية التي
اشتهرت قراءتها في المساجد لتفريج الهمّ وكشف الكرب الدعاء المعروف باسم دعاء
الفرج حيث يقرأ في المساجد التي قال الله فيها: ( وإنَّ المَسَاجِدَ للهِ فَلا
تَدعُو مَعَ اللهِ أحَدَاً ) وفي الحسينيات. حيث يقرأ هذا الدعاء الّذي رواه
الطبري في كتابه "دلائل الإمامة"، ويبتدأ الدعاء في أوله بكلام جميل جدا
حيث يخاطب الله تعالى: يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة،
ولم يهتك الستر، يا عظيم المنّ، يا كريم الصفح، يا حسن التجاوز....الخ..
ثم ينتقل في الدعاء
ليقول في آخره: يا محمّد يا عليّ يا عليّ يا محمد اكفياني فإنّكما كافيان وانصراني
فإنّكما ناصران .
والخبر الّذي تضمن
الدعاء ضعيف السند، حيث روي عن شخص اسمه ابن أبي البغل، وهو مجهول. فضلا عن وجود
وجه آخر لضعف السند.
هذا مع وجود ضعف في
المتن، لكونه يتنافى مع نصِّ القرآن ( ألَيسَ اللهُ بكافٍ عَبْدَهُ ) ولله هذه
الآية ما أعجبها!
فهي ترفع الشبهة عن
عقل الإنسان وتعمّر نفسه إذ تجعلها تثقُ بما عند الله دون ما عند غيره. فالنفس
معها تطمئن بما يأتي من الله، وتثق أنّ الخير فيما يأتي منهُ وهو القادر دون
المخلوقات على أن يكفي العبد كلّ ما يهُمه.
إن المشكلة في أنّ
المرء قد يكرّر قراءة ذكر أو دعاء حتى تأنس به النفس وتغفل عن موارد الخطأ
والتحريف فيه. بل ربما يكتسب قَداسةً خاصّة في النفوس حتى لا تجد من يقبل أي نقد
للدعاء، بينما لو بنيت العقائد في نفوس الناس لكان ذلك كافياً ليستعمل الفرد عقله
وهو يسمع مثل هذه المرويّات.
وهناك صلاة فيها مثل
هذا المعنى رويت في كتاب "مكارم الأخلاق" حيث روي عن الإمام الصادق (ع) "صلاة
الغياث" وفي الخبر قال: إذا كانت لأحدكم استغاثة إلى الله تعالى فليصلّ
ركعتين ثم يسجد ويقول: يا محمد، يا رسول الله، يا عليّ، يا سيد المؤمنين والمؤمنات،
بكما أستغيث إلى الله تعالى، يا محمد يا عليّ أستغيث بكما، يا غوثاه بالله وبمحمد
وعليّ وفاطمة ـ وتعد الأئمة ـ بكم أتوسَّل إلى الله تعالى»، فإنك تغاث من ساعتك إن
شاء الله تعالى.
وهو ضعيف السند إذ
روي مرسلا، وأما المتن أي المضمون فهو كما ترى في ضعفه، ومن الغريب واقعا أن تجد
صلاة تصلى لله، ثم يكون الدعاء لغيره الله!!
وهذا بالتأكيد من وضع
وتأثير الغلاة وكذبهم على آل البيت وتشويه منهجهم ورؤيتهم..
0 تعليقات