الألقاب ودلالتها
النفسية
علي الأصولي
من كان مهتما بجمع الكتب القديمة وعلى الخصوص الفقهية الشيعية لمتأخري المتأخرين
تجد ما شاء الله من تسطير الألقاب والنعوت التي لها اول وليس لها آخر ، والتي تقدم
قبل الاسم الشريف لهذا الفقيه أو ذاك العالم ، وقد نبه الكاتب اللبناني الشيخ
مغنية على هذا المعنى في أحد كتبه على نحو النقد وطنطنت هذه الألقاب ومصدرها
الأعاجم على ما ذكر هناك ،
عندما تقرأ في الأدبيات الفقه للشيخ الكركي سوف تجد بوضوح أن الكركي
العاملي فقيه الدولة الصفوية يختم في عموم رسائله الجوابية عبارة ( خاتم المجتهدين
) وكذا جرت العادة على رفع الأسئلة إليه تحت عنوان إلى حضرت ( خاتم المجتهدين ) كما
في كتاب رسائل الشيخ المحقق الكركي للمحقق الثاني الشيخ علي بن الحسين ،
وكذا عندما تجد لقب آية الله الكبير أو الأعلى أو خاتم الفقهاء أو سيد
المحققين أو سلطان الفقهاء والمؤلفين وغيرها من الصفات والنعوت ،
قد تجد الأمر عندك سهل ولا تثريب وهذه الألقاب ، نعم هو سهل ولا مشكلة في
تسطير هذه الألقاب الطويلة العريضة كونك لست في الوسط الديني العلمائي ، ولكن لو
كنت بنفس الوسط لتغيرت نظرتك بالمرة خاصة وأن ترى نفسك في خانة التهميش ، التهميش
الاجتماعي والإقصاء الذي فرضه عليك ليس علم هؤلاء الفقهاء ولا تراثهم المكتوب بل
همشتك هذه الألقاب ومن انتفع بها وفتح على باب الله دكانه !
0 تعليقات