هل أخطأت مصر بتكريم
حسني مبارك ؟! ..
حامد المحلاوى
لم تخطيء .. بل ما فعلته عين الصواب .. مصر بلد كبيرعريق علم الدنيا ماهية
الأخلاق والأصول والشياكة في التعامل مع القريب والبعيد .. بلد ما كان ليحاسب
زعماءه بالقطعة ..
الرئيس السيسي أدرك بألمعيته المعهودة أن تجاهل ما أنجزه مبارك يصب في خانة
أعداء الوطن وليس المصلحة المصرية .. ولو كنا سنحاسب زعماءنا بالقطعة لتذكرنا
هزيمة 67 فقط للرئيس جمال عبد الناصر ونسينا أنه قائد أعظم ثورة غيرت الواقع
المصري بشكل جذري ولا نغالي أن قلنا كل المنطقة بل وامتد تأثيرها إلى المحيط
العالمي .. ولتذكرنا للرئيس السادات السياسات الاقتصادية الخاطئة وأنه الذي أخرج
جماعات الإسلام السياسي وأطلق لها العنان .. ونسينا أنه بطل حرب التحرير المجيدة
في أكتوبر73 وهو الانتصار العربي الوحيد في عصرنا الحديث كله ..
ولتذكرنا أيضا سوء الحالة الاقتصادية وتدني الخدمات في عهد مبارك ونسينا
أنه أحد أهم أبطال حرب أكتوبر المجيدة وأنه هو الذي هزم إسرائيل في نقطة قوتها ( الطيران
) بأبنائه الطيارين الذي تدربوا على يديه في الكلية الجوية .. أيضا نجح في العبور
بمصر إلى بر الأمان في أحلك ظرف مرت به على الإطلاق عقب اغتيال الرئيس السادات .. كذلك
عودة مصر إلى أحضان أمتها العربية وبنيت في عهده المدن الجديدة وغيرها من انجازات ..
ولتذكرنا فقط للرئيس السيسي حالة المعاناة عند المصريين من جراء سياساته
الاقتصادية .. ونسينا أنه هو الذي أنقذ مصر من إفلاس مؤكد كان سيؤدي حتما إلى
المجاعة وليس المعاناة ! .. المجاعة !! .. نسينا أيضا أنه حمل كل خطايا الأنظمة
السابقة وكان عليه وحده فقط أن يعيد مصر إلى جادة الصواب من إصلاح جذري للاقتصاد ..
ثم تخليص مصر من آفة خلط الدين بالسياسة .. لم يكن أحد غيره يجرؤ على ذلك ..
شاهدت برنامجا وثائقيا على إحدى القنوات العربية أقل ما يوصف به أنه كان
كارثيا بالمعني الحقيقي للكلمة .. يتحدث عن ثورة 1919 وعن قائدها الزعيم سعد زغلول
.. ضيوفه من وزراء ثقافة سابقين وكبار المثقفين المصريين .. تصور أخي الكريم أن جل
كلامهم عن سعد زغلول تركز حول أن الرجل قمرتي سكير متطلع إلى السلطة والزعامة وهذا
كل ما شغله .. وأن زوجته السيدة صفية ( أم المصريين ) من أصل تركي وليست مصرية !
.. إنتبه إلى الإيحاء ! .. فإذا كان هذا حال كبار مثقفي مصر .. فما بال العامة من
الناس الذين يتابعونهم ؟! .. مصيبة ! ..
...............................................................................................
قولا واحدا :
مصر لا تحاسب زعماءها بالقطعة .. حضورك جنازة الرئيس مبارك نقطة مضيئة
سيسجلها لك التاريخ سيادة الرئيس .. شكرا لك ولمصر العظيمة ..
0 تعليقات