ولا عزاء للأمهات
عز الدين محمد
الأم العراقية لها في العراق قصص وجع لا تنتهي، تحمل ولدها كرها، وتضعه
كرها، تربيه، تعلمه، تنظر إليه وهو ينمو ويكبر حتى يساعدها، أمنيتها أن تراه رجلا
يعيش حياة طيبة، يتزوج، يكون له أولاد، المهم أن تراه شاخصا أمام عينيها.. لكن
سرعان ما تدخل الحروب العبثية او بطش السلطة او عصاباتها لتفسد كل أحلامها.
أمس شاهدت تسجيلا لأم الشهيد مهند القيسي الذي قتل اثر جرة أذن أدت إلى
استشهاد 25 شابا نجفيا بغير ذنب إلا أنهم أرادوا وطنا يحفظ لهم كرامتهم.. أرادت أن
توجه رسالة: لماذا قتل ولدها؟ وما هي جريرته؟ وأي جرة إذن هذه التي قتل فيها عبثا
شباب ودمرت بسببها أسر كريمة محترمة؟
واليوم ظهر فيديو لأم الشهيد البطل ريمون ريان، هذه الأم المسيحية العراقية
الأصيلة ظهرت وكأنها امرأة جنوبية شجاعة قوية توجه رسالة ابنها التي لم يسمعها أحد.
تحدثت عن وطنها، عن حقوق مواطنيها، تريد وطنا فيه كرامة، مثل تلك الكرامة التي
تراها مع كل مفردات حديثها.
هذه قوانين الحياة في العراق، وكأننا نعيش عصر الجاهلية يمكن في أي وقت أن
يكون الإنسان ضحية غارة من قبيلة أخرى أو قرصة إذن من عصابة..
ولا عزاء لكن أيتها الأمهات
0 تعليقات