آخر الأخبار

ما لا تعرفه عن كرونا العراقي






ما لا تعرفه عن كرونا العراقي


نعمه العبادي

- القوى الكردية بطرفيها الديمقراطي والاتحاد يرون أن تمثيل الأكراد لا بد أن يمر من خلالهم، وأنهم ممثلوا المشهد السياسي الكردي، وغير مسموح أن يتم تمثيل الشعب الكردي إلا من خلالهم، فالحياة السياسية الكردية في الإقليم وخارجه حقيقتها مقتصرة ومحتكرة على تلك الأحزاب ولا مجال لأي احد غيرها.

- حلف الكرابلة والحلابسة بقيادة المحمدين، ومن في إطارهم يرون أنهم الممثل للسنة وان التمثيل السياسي للسنة لا بد أن يمر من خلالهم وان أي تمثيل آخر لن يكون محققا للتوازن بحسبهم.


- إياد علاوي يعيش انتعاش غير مسبوق يوصله إلى درجة حضوره كضيف في ستوديو نشرة الأخبار من اجل التعريف بتحركاته التي بحسبه تستكمل ملف متهمين بقتل المتظاهرين يريد تحريك محكمة دولية على أساسها وان يكون الشاهد الأول فيها، وفي ذات الوقت يكرر اسطوانته أن محمد علاوي هو الذي صنعه واستوزره وكان في بيته والآن يخرج عن مظلته وطاعته، ويقدم في الأوساط كحل سياسي مقبول من طيف جماهيري وسياسي واسع.


- معظم القوى الشيعية وافقت على فكرة خسارة الجميع دون استثناء التي تعني أن تكون وزارة علاوي لا تعطي أية حصة وزارية لأي جهة سياسية، كما إنها منقسمة بين من يريد لهذه الحكومة ان تقتصر على موضوع الانتخابات وبين من ترى انه ومع نجاح الحكومة يمكن أن تستمر لإكمال السنوات الأربعة، فضلا عن أطراف تتحدث عن عدم إمكانية الانتخابات المبكرة مطلقا.


- يلف التشويش وتضارب الأخبار عملية اختيار الوزارة الجديدة، وتخرج بشكل محدود تسريبات لبعض الأسماء لا يبعد بعضها عن كونه إما غير مؤهل أو إشكالي او انه حزبي متخفي خلف مدعى الاستقلالية، وأحاديث عن كابينة ناقصة خالية من حصة الأكراد في الوزارة، كذلك لا وضوح عن الفريق الذي يقوم بالإعداد للوزارة، وكل ذلك يخلق جو ملبد تجاه الحكومة، خصوصا وان مؤسستي الرئاسة والبرلمان بل معظم الطيف السياسي لا يقدم موقفا واضحا من حكومة علاوي ودعمه الصريح لها.

- تكشف قناة الحرة عراق بشكل صريح التوجه الأمريكي للمشهد المرتقب ويظهر الأمر مشوشا، إذ يمكن انتزاع خلاصة مفادها أن الأمريكان غير داعمين لهذه الحكومة، وفي ذات السياق لا يظهر موقف الرفض منسوب للإدارة الأمريكية وإنما يتم إبرازه عبر تكيف صورة جانب محدد من التظاهرات الجارية.

- يزداد تعقد مشهد التظاهرات في حقيقة المطالب الوفاقية التي تغذي حركة التظاهر، ففي الوقت الذي كان الفريق المتشدد من التظاهر يوافق على إصلاح النظام السياسي من خلال أدوات النظام، يظهر مشهد الجماعة التي تتمركز في مشهد التظاهرات الآن بأنها في حقيقتها تريد تغيير النظام كليا والذي يساوي بحسبها استبدال خارطة التقاسم السياسي بشكل آخر يقوم على مقولات مختلفة لا تنظر للمكونات وأحجامها وجوهر موقفها هو القطيعة مع إيران، ومع ذلك لا تطرح صيغة واضحة لانجاز ما تريد، وتصر على أنها الناطق الوحيد باسم الجمهور، بل وبحق التظاهر.

- تضع مواقف التيار الصدري التي تتبنى بنفس القوة والمسافة خيار التظاهر وتشكيل الحكومة المرتقبة، الأمور في صورة معقدة يصعب معها وضع تقديرات لميزان القوى التي تضبط المشهد السياسي.


- يتم تداول أحاديث عن وجود كتلة برلمانية من جميع الكتل تربو على (200) نائباً، تتبنى التصويت على حكومة السيد محمد علاوي، لكنه هذه الكتلة لا تظهر فعلا واضحا في تشكيل قناعات الجمهور تجاه هذه الحكومة، كما انها لا تتحرك بفعل منظم يخلق زخما يناظر حجمها من حيث قدرتها علي المشهد السياسي المتقاطع مع الحكومة الحالية.

- مع دخول كرونا المذهبي على الخط، وبلوغنا الشهر الثالث دون موازنة، واستمرار العنف وسقوط ضحايا مع أحاديث عن الاختطاف والاغتيالات وأوضاع مضطربة، ووجود تحركات مريبة في هذه الوزارة او تلك من خلال استغلال الظروف لإسناد مناصب وتغيير مناصب وإعطاء امتيازات، ومع تزايد ضغط الظروف الملحة لحسم الوضع المرتبك، تغدو الخيارات المطروحة محفوفة بالمزيد من عوامل الاقلاق والاضطراب، وتنذر بالمزيد من المخاطر.

- خلاصة: صحيح أن المسؤولية تتناسب مع الصلاحية والامتيازات والذي يعني ان المؤسسات العليا للدولة ورجالها هم المعنيون قانوناً وأخلاقيا بالقيام بكل ما من شأنه تجنيب البلاد والعباد مخاطر المزيد من الانزلاق، ويلزمهم بتبني مشروع خلاصي مقبول، إلا ان هذه المراهنة غير مضمونة النتيجة في ظل ما نحمله من تجربة مخيية لتلك المؤسسات، لذا يغدو الأمر مناط بكل عراقي وطني شريف ان يقوم بدوره بحسب المساحة التي تتاح له في ظل إمكاناته وقدرته على ان يكون مركز ورأس السهم الذي يوحد هذه الجهود إنقاذ العراق واتله من الكرونتين السياسية والفايروسية، وان يكون امن العراق وأهله المقدم على كل الخيارات والالتزامات الأخرى.

إرسال تعليق

0 تعليقات