إلى أين تتجه
الأوضاع فى إدلب
مجدى شعبان
وقد دخل مرحلة كسر العظم .. ليس بين سوريا وتركيا فقط لكن بين واشنطن
وموسكو فهل ستتطور الأمور إلى ما هو أبعد من ذلك ؟
تركيا تستنجد بالناتو بانتظار الضوء الأخضر.
أجتمع الناتو لمناقشة الوضع الأمني في أوروبا والملف السوري.
تضمن جدول الأعمال لقاءاتٍ بين وزير الدفاع التركي خلوصي آكار وبين
الأميركي والبريطاني على إنفراد....!
طالما أن أردوغان كما يدعي قادر على الرد على الجيش السوري
فما حاجته للركوع أمام عتبات الناتو في بروكسل؟!
الواقع أن الجيش السوري يتقدم ويكسب أرضاً .. وتركيا مع جيشها عاجزة عن
إيقافه ولا يمكنها إلا تزويد الإرهابيين بالسلاح المتطور لإسقاط الطائرات والاستغاثة
بالناتو.
أسقطت جبهة النصرة هليكوبتر سورية بسلاح تركي، فقصفت الطائرات الروسية
المنطقة التي أنطلق منها الصاروخ وجرحت عدة جنود أتراك ..!
وهي إشارة واضحة من موسكو وتهديد مباشر.
جنود أردوغان يموتون وجماعاته الإرهابية تخسر عشرات القرى والمدن ..
مشروعه باحتلال إدلب يفشل....
الجيش التركي أصبح موضع استهزاء الجميع ..بما في ذلك الإرهابيين الذين
يدعمهم… أمام كل هذا ماذا يفعل ؟
لابد من الاستنجاد بالناتو والرضوخ لشروطه عسى أن يحصل على ضوء أخضر من
واشنطن بالرد ليس على السوريين فقط، بل على روسيا…!
هنا المرحلة الأخطر تكون قد بدأت ..
حيث تمر العلاقات بين تركيا وروسيا بأسوأ مراحلها منذ إسقاط الطائرة
الروسية 2015.
اتفاقات سوتشي وأستانا دخلت غرفة الإنعاش ...
أتباع العثمانللي يطلبون منه “حرق سوريا“ والزحف إلي "دمشق"
لهذا عليه فعل شيء وإلا خسر كل شيء ..
لأن الأتراك يعلمون أنه كاذب في انتقامه المزعوم...
الشعب التركي واحد في كرهه لسوريا والعرب والعالم ..
إستنجاد أردوغان بالناتو هو طعنة متوقعة لروسيا، ولا أظن أن بوتين لم يكن
يتوقعه !
واشنطن ستكون المنتصرة لو نجحت بإعادة تركيا إلى حضنها، وهو ما تسعى إليه.!
علاوة علي سحب البساط من تحت أقدام موسكو لتقزيم الدور الروسي في سوريا....
فهل ستقف موسكو مكتوفة الأيدي ؟
بعد تبرئته أمام الكونغرس الأميركي كان أول تصريح لترامب هو ..
أن الصين وروسيا هما أكبر التهديدات للولايات المتحدة واصفاً الدولتين بـ “الخصوم”
وتصميمه على أن تكون الولايات المتحدة أقوى دولة نووية في العالم ..!
هذا يعني أنه عازم علي إعادة الهيمنة الأميركية المتراجعة على الشرق الأوسط
قبل أن يترك الناتو يكمل المهمة ويتجه إلي بؤرة صراع أخطر في الشرق الأقصي !
من أجل ذلك لابد من دحر روسيا في سوريا ..وبالتالي في الشرق الأوسط كاملاً..
وهل هناك أفضل من “التابع” التركي لهذه المهمة ؟!
بدون شك موسكو تتحكم بخيوط اللعبة في سوريا.
ترامب باقترابه من تجديد ولايته هو بحاجة لانتصارات سياسية وعسكرية ..
وعليه سحب هذه الخيوط والإمساك بها جميعاً أو ببعضها على الأقل...
الهدفٌ الآخر هو دعم تركيا مما يزيد الخلاف بين طهران وأنقرة ويُضعف الأولى
لتكون الخطوة التالية هي انسحاب إيران من سوريا نهائياً تمهيداً لسحبها من العراق
أيضاً !
حدوث اشتباك بين القوات الروسية والتركية مستبعد حالياً وتتجنبه تركيا قبل
روسيا لكن حدوث هذا الاشتباك لاحقاً سيعطينا فكرةً عما جرى في اجتماع الناتو منذ
يومان !.
سوريا وروسيا لن تتراجعا عن عملية تحرير كامل إدلب وريف حلب ...
توقف العمليات العسكرية لن يكون إلا في حالة تهديد وتدخل جدي من الناتو أي
واشنطن فهل ستتدخل مباشرةً بعمليات عسكرية “جوية” ضدّ الجيش السوري وكالعادة توحي لتل
أبيب بغارات على أهداف سورية ؟
أم ستوكل المهمة للمقاول التركي وتبقى في الظل خلفه في حرب الوكالة ؟
أم هو وقف إطلاق للنار وجلوس للمفاوضات وعقد اتفاقات جديدة مع واشنطن قبل
أنقرة ؟
روسيا لن تحارب الناتو وليست على استعداد لمواجهة واشنطن عسكرياً إلا
دفاعاً عن موسكو ..!
لكنها لو تراجعت .. ستنتقم بدعم الأكراد في سوريا وتركيا بالسلاح
وزيادة إشعال النار في ليبيا...!
هنا أيضاً بإمكان سوريا تحريك ملف الانفصاليين في الشمال السوري المحتل
للجم أردوغان، وعلى دمشق تفعيل ملف “العروبة” وملف “الإخوان المسلمين” وإمكانية
مشاركتهم في الحكم، مع دول الخليج ومصر.!!!
وهذا جزء من سبب زيارة علي المملوك رئيس مخابرات بشار السرية للرياض منذ
يومين ..!
عموماً ..
انكفاء روسيا وتراجعها لو حدث ...يعني أن أبواب موسكو ستكون “مخلخلة” أمام
القادم… !
والقادم لن يكون إلا في صالح القوي الذي لا يتبع سياسة :
“النأي بالنفس” كي يبقى في جسده نَفَس…!
2020 كما توقعنا يحمل الكثير من تبدلات في تحالفات وواقع جديد سيفرض نفسه
في منطقة أهلها لايملكون قرارها وينتظرون مايقرره الآخرون.
0 تعليقات