آخر الأخبار

دور الأميركي والإيراني فـي تــشــكـيـل الحــكومة







دور الأميركي والإيراني فـي تــشــكـيـل الحــكومة


محمد كاظم خضير

ما إن يجري الحديث عن تذليل العقد في وجه ولادة حكومة الرئيس المكلّف محمد توفيق علاوي ، وأنّها أصبحت على قاب قوسين من الولادة، حتى تعود الأمور الى الوراء من دون فهم حقيقة ما يحصل فعلاً. فبعد التأكيد على أنّ الحكومة ستضمّ من الاختصاصيين، فيما يصرّ الرئيس المكلّف على تسريع التأليف من أجل الحدّ من التوتّر في الشارع والقيام بتلبية مطالبه في أسرع وقت ممكن. كما تتحدّث المعلومات عن حلّ العقدة الكردية ، في حين أنّ عقدة القوى السنية مفتعلة لعرقلة التشكيل.

وعلى ما يبدو فإنّ القوى السياسية التي تُشارك في تأليف الكابينة الحكومة الى جانب علاوي انطلاقاً من معيار الحفاظ على مقاعد كلّ حزب في الحكومة الجديدة، على غرار ما كانت عليه في الحكومات السابقة، تختلف مع علاوي الذي يرفض اعتماد النهج السابق المعتمد في تشكيل الحكومات ويصرّ على أن تأتي الحكومة على مستوى توقّعات الشارع تظاهرات منذ 10/25. كما يودّ أن تكون حكومته إنقاذية قادرة على وقف النزف الأوضاع الحاصل في أسرع وقت ممكن لاستعادة الثقة العراق من قبل الداخل والخارج.

غير أنّ التظاهرات الشعبية عادت الى الشارع في الخلاني والوثبة وقامت بقطع الطرقات بالإطارات المشتعلة، سيما وأنّها وجدت بأنّ الحكومة الجديدة، قبل ولادتها، ستكون «نسخة طبق الأصل» عن الحكومات السابقة التي أدّت سياساتها الخاطئة الى تراكم المشاكل البلد ، وإن كانت المعلومات تشير الى أنّ خطة الحكومة الإنقاذية باتت جاهزة للتنفيذ فور ولادة الحكومة. فيما ذهب المتظاهرون الى حدّ وصف الحكومة التي هي في صدد التأليف كابينة بـ «حكومة المستشارين»، ما يعني بانّهم سيُواصلون تظاهرات حتى ولو أبصرت هذه الأخيرة النور خلال الأيام المقبلة الى حدّ إسقاطها.

وتخشى أوساط سياسية من عدم تمكّن الحكومة الجديدة من نيل الثقة في مجلس النوّاب، كما في الشارع، خصوصاً إذا كانت لا تلبّي مطالب المحتجّين من جهة، والكتل النيابية من جهة ثانية، مع العلم أنّها تُشجّع على تسهيل وتسريع تشكيل حكومة إصلاحية من الاختصاصين، بغضّ النظر عمّن ستضمّ، لأنّه لا يزال، من وجهة نظرها، ثمّة إمكانية فعلية لإنقاذ الوضع البلد الحالي المنهار. وأكّدت بأنّ سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في بغداد تترقب الوضع السياسي ، لا سيما مع الإعلان عن قرب تأليف الحكومة التي تنتظرها أمريكا و الجمهورية الإسلامية الإيرانية ايضا تدعم ولادتها من دون أن تتدخّل في عملية التشكيل لا من قريب أو بعيد كما قال سيد مقتدى الصدر في حوار قناة الشرقية .

في المقابل، كشفت المصادر نفسها بأنّ الولايات المتحدة الأميركية تضغط في الوقت الراهن لعدم ولادة الحكومة الجديدة في العراق ، على ما يبدو، رغم أنّها لم تُبدِ أي اعتراض على تكليف الرئيس محمد توفيق بتأليف الحكومة . كما بدت بأنّها لا تتدخّل في الشؤون الداخلية العراقية ، لا سيما فيما يتعلّق بشكل الحكومة الجديدة، رغم أنّها ضغطت لاستقالة الحكومة السابقة كونها تضمّ وزراء منضوين تحت جناح الحشد الشعبي ما يجعله مشاركاً في القرار السياسي فيها، كما في مجلس النوّاب، فيما تعمل هي مع حلفائها في الداخل وفي المنطقة على نزع هذا الحقّ منه، ولهذا ترفض تشكيل حكومة يُساهم تحالف الفتح و سائرون في تأليفها دون الأكراد وألسنة .

ويقول العارفون بأنّ موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية يختلف عن موقف أمريكا ، فهي تجد في ولادة أي حكومة حالياً ونيلها الثقة على الأقلّ في مجلس النوّاب، نوع من إعادة إنقاذ الوضع البلد من سيطرة الإيرانية ولو بنسبة قليلة، فضلاً عن مشاركة «الفتح وسائرون » فيها، وهذا الأمر لا تريده، وإلاّ لما قامت منذ البدء بدعم وتشجيع التظاهرات الشعبية. .

إرسال تعليق

0 تعليقات