تركيا ...اقتصاد
يترنح علي وقع مغامرات العثمانللي
مجدى شعبان
تواجه الشركات التركية صعوبات جمة في سبيل الخروج من أزماتها المتراكمة في
وقت تكابر فيه حكومة رجب طيب أردوغان وتصر على أن البلاد تجاوزت محنتها بالفعل.
ويرجح محللون أن تتفاقم متاعب أغلب الشركات التركية خلال الفترة المقبلة
بعد إعلان بنك الاستثمار الأوروبي عزمه تشديد قيود إقراضها بسبب السياسات
والمغامرات التي يقوم بها أردوغان.
ويجمع المحللون على أن المخاطر الناشئة عن تورط الجيش في عمليات عسكرية
بسوريا وليبيا وكذلك عمليات التنقيب في شرق المتوسط، قد تتضمن ارتفاعا أكبر لمخاطر
الإفلاس للشركات التركية.
من أخطر التطورات إعلان إحدى المحاكم التركية إفلاس أكبر شركة للإنشاءات
بالبلاد.
وكان بنك الاستثمار الأوروبي واحدا من أكبر مصادر التمويل للشركات التركية
على مدار العقد الماضي، إذ ضخ هناك ما يصل إلى 19 مليار يورو، لكنه فرض قيودا
مشددة العام الماضي مع تفاقم التوترات الدبلوماسية بسبب التنقيب.
وتوقف البنك عن إقراض مشروعات البنية التحتية، التي تنفذها أي شركة على صلة
بالحكومة التركية.
أزمة شركة توركسيل للاتصالات، مثلا تختزل حالة عامة تمتد إلى معظم الشركات
التركية، التي ترزح تحت جبال الديون بسبب انحدار قيمة الليرة وانتشار مواطن الخلل
الكبيرة في أنحاء الاقتصاد.
الحكومة تضع القوانين جانبا للاستحواذ على إدارة الشركات وإخفاء تعثر معظم
الكيانات الكبرى”.
ولكن وسائل إعلام تركية معارضة كشفت قبل أيام أن شركة آكر، التي تعتبر
عملاق قطاع الإنشاءات بتركيا، تقدمت بطلب أمام المحكمة المختصة الشهر الماضي،
لإعادة جدولة مديونياتها.
وبسبب ضعف قيمة الليرة والتي تهاوت اليوم أمام الدولار لأدني مستوي تواصلت
طوال الأشهر الـ15 الأخيرة الأزمات، التي ضربت الشركات والمصانع التركية، إذ تشير
البيانات الرسمية
إلى أن مجموع الكيانات التي طلبت تسوية إفلاس من المحاكم التجارية بلغ 2880
شركة...!
وتعكس أرقام العجز التجاري والتضخم تلك الوضعية المزعجة، التي أصبحت تعيشها
معظم القطاعات والأنشطة التجارية في تركيا. وتظهر أحدث بيانات نشرها معهد الإحصاء
التركي أن العجز التجاري بات في ذروة جديدة، حيث ارتفع بنهاية العام الماضي إلى
نحو 4.33 مليار دولار.
المشاكل في تركيا في ظل مغامرات أردوغان لا تنتهي، حيث أرتفع تضخم أسعار
المستهلكين أكثر من المتوقع بقليل إلى 12.15 في المئة على أساس سنوي في يناير.
ذلك الرقم يدل على مواصلة مؤشر التضخم الصعود للشهر الثالث على التوالي...
مما سبق إيضاحه من صعوبات قد تودي بالاقتصاد التركي ويسرع من وتيرة انهياره
وفي الوقت نفسه تمثل أهم الأسباب والدوافع التي تفسر إصرار أردوغان علي الاستحواذ
بأسرع وقت علي ثروات ليبيا وسوريا كملاذ أخير أمامه لمحاولة تفادي الانهيار التام.
كل عملية عسكرية يتورط فيها العثمانللي تمثل إستنزافاً لما تبقي من كيان اقتصادي
لن يستطيع الصمود لفترة أطول أمام ما يواجهه من تحديات خطيرة...
0 تعليقات