صلاة الرغائب.. بدعة
أم عبادة؟
عز الدين محمد
شاع بين كثير من المؤمنين أداء صلاة خاصة في أوّل ليلة جمعة من رجب، وقد
اعتمد في ذلك على حديث روي في المصادر السنية والشيعية.
أما في مصادر الحديث السنية فقد روي بسند غير مرضي، لذا فقد ذهب محققو أهل
العلم إلى عدم مشروعيتها، وهو ما ذهب إليه ابن الجوزي في كتابه "الموضوعات"،
أما النووي في شرحه الشهير على صحيح مسلم فقد وصف صلاة الرغائب بأنها بدعة نكرة
كما ذكر أن جماعة من علماء صنفوا كتباً في الرد عليها.
أما في مصادر الحديث الشيعية، فقد رواها العلامة الحلي في إجازته لبني
زهرة، وذكر لها سندا ضعيفا. وذكرها ابن طاووس في كتابه "إقبال الأعمال" عن
النبي (ص)، وجاء في الخبر: لا تغفلوا عن أوّل ليلة جمعة من رجب، فإنّها ليلة
تسمّيها الملائكة ليلة الرغائب، و ذلك انّه إذا مضى ثلث الليل لم يبق ملك في
السماوات والأرض الّا يجتمعون في الكعبة وحواليها، و يطّلع اللّه عليهم اطلاع
فيقول لهم: يا ملائكتي سلوني ما شئتم، فيقولون: ربنا حاجتنا إليك ان تغفر لصوّام
رجب، فيقول اللّه تبارك وتعالى: قد فعلت ذلك.
إلا أنه لم يذكر إليها سندا. وبالتالي فإن الخبر لا قيمة له علميا، ولا يثبت
به هذه استحباب هذه الصلاة، بل ولا مشروعيتها ولو على نحو رجاء المطلوبية كما قال
البعض.
0 تعليقات