أوراق مكشوفة
ج 2
بقلم / سجاد الحسيني
في خضم تصاعد صراع المحاور واخص بالذكر الصراع ، الأميركي _ الإيراني الذي
يتخذ من العراق أرضية خصبة لخوضه ، أخذت القوى تلعب على وتر مهم وحساس وفعال بنفس الوقت، ليؤجج الرأي العام
كلٍ ضد خصمه، في محاولة لتأليب الناس، باعتبار الجمهور عامل ضغط مهم وكسب وده له دور
فعال ويسهل كثيرا تحقيق الأهداف المنشودة،
استخدم الأمريكان هذا أسلوب من خلال إعلامها، الذي لايقل قوة عن ترسانتها
العسكرية ، من يتابع الإعلام الأمريكي يفهم جيدا انه يرسم صورة ذهنية ملائكية
لقواته في الشرق الأوسط ، وجل وجودهم لدحظ الشر والتهديدات التي تأتي من
إيران والفصائل المرتبطة بها ، والمنظمات الإرهابية تارة ، وتحريض السنة والأكراد بخطورة الحشد الإستراتيجية
على المناطق الغربية والمناطق المتنازع عليها تارة أخرى ،
ويبررون أفعالهم الدنيئة ، خصوصا فيما يتعلق بقصف مقرات الحشد الشعبي،
والقوات الحكومية المسلحة، على أنهم يخلصون الناس من شر هذه الفصائل، التي تحكم
قبضتها على الواقع السياسي ، والاجتماعي، والاقتصادي بالعراق ، خصوصا وان القصف
الأمريكي، يأتي بعد تعرض قواعد الأمريكان للقصف ، من "الفصائل الشيعية" حسب
وصفهم ، وهذا يعني : أن الأمريكان إنما يردون لأخذ الثأر ، وليس معتدين ، ولا
عدوانيين ، لأنهم لم يبادرو بالقصف، وهذه من أهم الذرائع التي منحتها فصائل
المقاومة للمحتل الغاشم للأسف الشديد ، بسبب قصف بعض القواعد العسكرية واستهداف
السفارة وسط بغداد ،
في المقابل، تعمل إيران ، وفصائل المقاومة، والإعلام التابع لهما، على كسب
ود الناس ، وذلك بإثارة العواطف لديهم، وهذا احد الأساليب المهمة، المستخدمة في
الدعاية ، لذا فأخذ الإعلام الموالي لهذه الجهات، يسلط الضوء ويركز كثيرا ، على استهداف
المقرات والمنشآت المدنية، كمطار كربلاء الدولي قيد الإنشاء، وكذلك مرور الطائرات الحربية
فوق منطقة بين الحرمين الشريفين في كربلاء، والتركيز على شهداء القوات المسلحة
العراقية جراء القصف الغاشم ، محاولة في نفس الوقت تجيج الناس، على الحكومة
العراقية، لأخذ موقف جاد وحازم بشأن التواجد الأمريكي ، وإغلاق السفارة الأمريكية
وطرد قوات التحالف الدولي من الأراضي العراقية ،
وفي ظل هذا الصراع المحتدم ، الذي
لايزال يدفع ثمنه الباهض ثلة من شباب العراق يذهبون ضحية هذا التوتر والفوضى، في ظل حكومة ابرز سماتها الضعف والتخبط ، فاقدة للإرادة،
منهمكة في حصد المكاسب والتمسك بالكرسي تغرد خارج سرب الشعب الذي يعاني الأمرين.
0 تعليقات