آخر الأخبار

في ذكرى مولد السبط الشهيد (2) قصة الملك فطرس












عز الدين البغدادي




من الأمور التي تتعلق بولادة الحسين (ع) ما روي من شأن الملك فطرس، حيث روي أنّ فطرس كان من حمَلة العرش، وقد بعثه الله (عزّ وجل) في أمر فأبطأ، أو لم يمتثل وفي خبر بصائر الدرجات " إن الله عرض ولاية أمير المؤمنين فقبلها الملائكة وأباها ملك، يقال له فطرس فكسر الله جناحه" أراد أن يعاقب هذا الملك وخيّره بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فاختار الأول، فكسر جناحه وألقاه في جزيرة في البحر، فعبد الله (تبارك وتعالى) فيها خمسمائة وقيل سبعمائة عام، حتى ولد الحسين بن علي، فأمر الله (عزّ وجل) جبرئيل أن يهبط في ألف من الملائكة ليهنئ النبيّ (ص) بذلك. فهبط جبرئيل، ومرّ على جزيرة فيها فطرس، فقال الملك لجبرئيل: يا جبرئيل اين تريد؟





 قال: إن الله (عزّ وجل) أنعم على محمد بنعمة فبُعثت أهنئه من الله ومني. فقال فطرس: يا جبرئيل، قد مكثت في هذه الجزيرة سبعمائة سنة وقد ضاق صدري وعيل صبري، أريد أن تحملني معك إليه لعل محمّداً يدعو لي بالعافية ويشفع لي عند الله تعالى. فحمله معه على طرف جناحه حتى دخل به على النبيّ (ص)، فهنأه جبرئيل وأخبره بحال فطرس، فقال النبي (ص): يا جبرئيل، قل له يقوم ويمسح جناحه بهذا المولود، وعُد إليّ. فقام الملك ومسح جناحه المكسور بالحسين، فعوفي من ساعته وصار كما كان.




وعندها قال فطرس: يا رسول الله، أعلم أن أمّتك تقتل ولدك هذا، وله عليّ مكافأة. يا محمد، لا يزوره زائرٌ إلاّ بلّغته الزيارة، ولا يسلّم عليه مسلم إلاّ بلّغته السلام، ولا يصلّي عليه مصلٍّ إلا بلّغته الصلاة، ثم ارتفع طائراً إلى السماء.


هذا الخبر روته عدد من المصادر باختلاف في تفاصليها لكنها تشترك بالضعف فيها، حيث وردت الرواية مرسلة في "مستطرفات السرائر"، كما رويت في كتاب "بصائر الدرجات" وفي سندها مجاهيل منهم "الأزهر البطيخي" وهو مجهول العين.


وروي بسند ضعيف أيضا في كتاب "كامل الزيارات" وفيه موسى بن سعدان الحناط، وهو ضعيف.


كما رواها الكشي عن محمد بن سنان من دون أن ينسبها لأحد الأئمة (ع)، ومحمد بن سنان ضعيف.


كما رواها الصدوق في أماليه وفي سندها عبد الله بن صباح المزني وهو مجهول.

وقد اعترف مركز الابحاث العقائدية بضعفها السندي، حيث ورد ي جواب المركز على صفحتهم ,"ونحن بعد التتبع لبعض الأسانيد لم نعثر على سند صحيح لوجود بعض المجاهيل فيها".


فرغم تعدد الأخبار إلا انه ليس فيها أي خبر معتبر، فكلّها تجمع ضعف السند مع غرابة المتن، لذا لا يمكن تصديقها أو الأخذ بها؛ وبالتالي فهي لا تتجاوز كونها من روايات الغلاة التي لا وجه بقبوله لا سيما وانها نسبت المعصية الى احد الملائكة خلافا بقوله تعالى: ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون ).


ومع هذا فقد أخذت قصة فطرس اهتماما كبيرا، وكثر الحديث عنها وذكرت في الأشعار وعلى المنابر، وهي كذبة لا أصل لها.





إرسال تعليق

0 تعليقات