آخر الأخبار

مع الشيعة في مصر(6)







مع الشيعة في مصر(6)


صالح الوردانى


اكتظت مصر بالعراقيين الذين أقاموا فيها بغرض الدراسة والاستثمار منذ فترة السبعينيات..


وأقام بعضهم العديد من الشركات وتزوجوا بمصريات..


واغلب هؤلاء كانوا شيعة..

ونتيجة لكثرتهم عمل بعضهم على إظهار الشعائر وإحياء المناسبات في بيوتهم..


وهو ما تنبه له الوهابيون فحرضوا الحكومة عليهم..


ونشاط هؤلاء وتجمع معظمهم بمكان واحد فى مدينة أكتوبر قد أوجد ظاهرة طائفية لم يعتد عليها المجتمع المصري..


وهو ما دفع بالقرضاوى إلى إصدار تصريحه بأن الشيعة ظهروا في مصر..


وكان يقصد هؤلاء إذ أن الشيعة المصريين كما ذكرنا غير ظاهرين..


وعلى الرغم من كونهم كانوا يسمعون عنى إلا أنهم لم يقيموا أية علاقات معي..


وذلك بسبب الخوف من الأمن ..

وبعضهم قام بطباعة بعض الكتب الشيعية في سرية بعيدا عنى..


وكانت هذه الكتب تخرج في صورة رديئة..


لكونها كانت تطبع على خوف..

وتجهز بأيد غير مهنية..


وقد قام هؤلاء ببناء مسجد أسموه مسجد أهل البيت..


وما أن تم اكتشاف هذا المسجد حتى صادرته الحكومة وضمته للأوقاف..


وهذا من سوء تصرفهم ولو كانوا استشاروا أهل الخبرة لبينوا لهم ان هناك الكثير من الطرق للالتفاف على القوانين والاحتفاظ بالمسجد..


وقد سبق مصادرة مسجد لجمعية أهل البيت بسبب الجهر بحي على خير العمل في الآذان..


وكنت قد اتفقت مع المجمع العالمي لأهل البيت في قم على إرسال كمية من أمهات الكتب الى مصر..


ونبهت الى ضرورة ان ترسل هذه الكتب الى بيروت أولا..


ومن بيروت ترسل مع الكتب القادمة لمعرض القاهرة..
وذلك حتى يمكن إدخالها بدون صعوبات..


ووصلت الكتب وعددها (54) صندوقا ولكنى لم أتسلمها لعدم قدرتى على دفع الرسوم الجمركية..


وتطوع احد رجال الأعمال العراقيين لدفع الرسوم ..


وتسلم الكتب وقام بتخزينها في بيته..


ولم تكن لى علاقة بهذا المتطوع..


والعلاقة كانت بالوسيط وهو ناشر لبنانى..


ولما سافر هذا الناشر انقطع الخيط الذي يوصلنى للكتب..


ومرت سنوات ولم أر الكتب..


وقمت بإجراء بعض الاتصالات مع الخارج..


واتصل بي من هولاندا احد الشيعة العراقيين ممن كان معتقلا معى في التنظيم الشيعي الأول عام 88..


وكان على صلة بمن لديه الكتب..


واخبرني انه يطلب مبلغ 10000 دولار نظير تخزين الكتب طوال هذه المدة لكنه تفاوض معه وأوصل المبلغ الى النصف..


وسوف يتولى دفع المبلغ له شخصيا..


ولم ينجز هذا الاتفاق ولم أتسلم الكتب..


وحدث ان سافر من يحتجز الكتب الى العراق..


وجاء الناشر اللبناني الى مصر واتصل بزوجته -المصرية- التي أخبرته اننى بعت الكتب لزوجها وقبضت الثمن..


وتوفي ساكن هولاندا..


ووقع حريق في بيت صاحبنا بالكوفة ذهب بكل أوراقه ومستنداته..


ومن سنوات وهو يحاول العودة لمصر دون جدوى بعد ان تم وضعه في القائمة السوداء من قبل الأمن المصري ..







إرسال تعليق

0 تعليقات