مع الشيعة في مصر (9)
صالح الوردانى
قد لا يعلم الكثير ان شيعة مصر منهم من كان إخوانيا..
ومنهم من كان سلفيا..
ومنهم من كان تكفيريا..
ومنهم من كان صوفيا..
والكثير من هؤلاء جاء للتشيع وهو لازال يحمل رواسب الإخوان أو السلفية أو
التكفير أو التصوف..
ويفكر بعقل هذه التيارات..
ومن كان زعيما في جماعته أراد أن يكون زعيما وسط الشيعة..
وأزمة الشيعة في مصر تركزت في هؤلاء..
كما تركزت في الأصابع الخارجية التي امتدت لواقع الشيعة ودعمتهم..
وكانت العناصر التكفيرية سابقا هى الأكثر سوءا..
وهو ما اكتشفته بعد بحث وتأمل في واقع الشيعة..
وأود أن اذكر هنا أن مرشد الأمن الذي تسبب في القبض علينا عام 88 والذي كان
ملتصقا بزعيم التنظيم -هذا المرشد كان من جماعة التكفير..
وكذلك من اختاره الشيرازيون ليكون رجلهم في مصر والذي اشرنا إليه سابقا كان
من جماعة التكفير..
وكان مجموعة من هؤلاء التكفيريين سابقا قد التفوا حول أحد شيوخ الطرق
الصوفية في مدينة طنطا التي يقع بها مرقد السيد البدوي وهو الشيخ النمر..
وكان النمر شيعيا لكنه لا يعلن تشيعه..
وكان يدخن بشراهة بالغة..
وكنت على صلة به وأُدعى دائما لإلقاء كلمة في مجلسه الأسبوعي ..
إلا إنني انقطعت عنه بسبب من حوله..
أما هذه المجموعة من الشيعة فقد بالغوا في تقديسه حتى ادعوا انه باب الإمام
المهدي..
ومن بين أفراد هذه المجموعة بعض المعتقلين في قضية شحاتة وهم الذين اتهموني
بالعمالة للأمن..
وكان من بينهم أيضا واحد من الذين درسوا في قم وعاش هناك سنوات طويلة..
وله سابقة بقم إذ التصق بأحد الأشخاص فيها وادعى فيه نقس الدعوى..
وهذا الشخص كانت تسيطر عليه فكرة المهدوية حتى شكلت حالة مرضية لديه..
وكان من عائلة تعمل بالتجارة ولها أنشطتها التجارية المنتشرة في أنحاء مصر
باسم أولاد رجب..
وحدث ان تصادم مع إخوته من اجل الميراث فادعى أنهم يحاربوه بسبب تشيعه
وابلغ عنهم امن الدولة..
ولم يكن الأمر كذلك..
ولما شاعت فكرة النمر المهدي وكتبت عنها الصحف استدعاني الأمن ودار حوار
حول المهدي..
وسألني الضابط : هل يمكن ان يدعى احد انه المهدى عند الشيعة؟
وكان جوابي : ادعاء المهدوية عند الشيعة أصعب منه عند السنة؟
ومن يدعي المهدوية عند الشيعة سرعان ما ينكشف أمره..
ففتح درج مكتبه ثم أخرج منه كارت من كروت الدعاية عليه صورة الشيخ النمر..
ثم قال هل رأيت هذا الكارت من قبل ..؟
قلت : لا..
قال ان شيعة طنطا يوزعونه..
وأخذ يذكر لى مجموعة من الأسماء..
فقلت له : إذا كنت تقصد هؤلاء فهم ليسو على علاقة بي ، لكني علمت بأنهم
يدعون ان الشيخ النمر على صلة بالإمام وليس هو المهدى..
وتوفي بعدها الشيخ النمر وانتهت هذه الفتنة..
إلا أن هؤلاء اخذوا في البحث عن شخصية جديدة يلتفون حولها..
وكان ان اختاروا الدمرداش العقالى وتجمعوا حوله..
لكنهم لم يدعوا فيه شيئا..
وفوجئت وانا في معرض القاهرة للكتاب بواحد من الشيعة التكفيريين سابقا يحمل
كتاب يقول انه من تأليفه ويريد منى مساعدته في نشره..
وكان هذا الكتاب عبارة عن مصحف مقلوب..
اى عبارة عن قرآن مرتب بشكل مختلف عن القرآن السائد..
فقط لا غير..
فقلت له : لقد تصديت لأمر لا يجرؤ مرجع ان يتصدى له..
ومن المستحيل ان ينشر لك احد هذا الكتاب..
ووجهت له السؤال التالى : هل تريد ان تهدى خصوم الشيعة الدليل على وجود
قرآن آخر لديهم..؟
لكنه لم يعتد بقولى وقام بإرسال كتابه الى احد الناشرين اللبنانيين..
وقدر ان أكون في بيروت والتقي بهذا الناشر الذي اخبرني بوصول هذا الكتاب إليه..
وبالطبع ألقى هذا الناشر الكتاب جانبا ولم يأبه به..
الا ان الشئ المؤلم هو قيام هذا السفيه بالاتصال بمؤسسة في قم..
وقدم لها كتاب بعنوان :الإمام على وزير النبى (ص) وكتب أخرى..
والعجيب ان هذه المؤسسة تجاوبت معه ودعمته..
وفجأة وجدته من الناشرين ومن أصحاب السيارات..
ثم اكتشفوا أمره فيما بعد وتبين انه لص يسرق الكتب من الانترنت ويقوم
بتجميعها وتغيير عنوانها..
وكان قد نشر كتابا في آل سعود تبين انه منقول بالكامل من كتاب تاريخ آل
سعود لناصر السعيد..
ومن بين الشيعة التكفيريين سابقا أيضا احد رؤوس جماعة الناجون من النار
المنشقة عن جماعة التكفير الام..
وبعد ان تشيع استقر في قم لسنوات ودرس في الحوزة وأصبح من المعممين..
ثم بدر منه ما جعله يصطدم بالآخرين ليعلن تمرده على الجميع وتحوله لجماعة
اليماني..
وتم القبض عليه وتقديمه لمحكمة روحانيان - المحكمة العقدية - التي أصدرت
حكمها بطرده من إيران ليعود الى مصر بعد سقوط اللامبارك ويصبح وكيل اليمانى فيها..
ويشاركه هذا الدور احد الشيعة القدامى الذي كان من جماعة التكفير أيضا..
ثم انضم إليهم ثالث كان من التكفير أيضا..
وكان على صلة بى واحد من هؤلاء التكفيريين سابقا وكان يعمل في بيع الدجاج..
ثم فجأة وجدته قد استقل بنفسه وأصبح يقيم المجالس في بيته وانقطع عنا..
وفي دائرة هذه المجالس كان يمارس التطبير..
ويقوم بمراسلة إحدى المرجعيات في النجف..
وبدون ان تكون له صلة بالنشر أو التأليف وجدته قد استأجر احد الأجنحة في
معرض القاهرة للكتاب من الباطن ليعرض فيه الكتب الصادرة عن هذه المرجعية..
وتم القبض عليه في المعرض واغلاق الجناح..
وتابعته فيما بعد فوجدته قد اشترى سيارة حديثة ووسع تجارته..
وهو دائم السفر للنجف والتواصل مع هذه المرجعية..
والغريب ان مرشد الأمن وشريك وكيل اليمانى وبائع الدجاج ثلاثتهم خرجوا من
جماعة التكفير بزوجتين..
غير ان بائع الدجاج أضاف لنفسه زوجتين جديدتين ليصبح زوج الأربعة.
0 تعليقات