الشك بين ديكارت والمتكلمين وعامة المساكين
علي الأصولي
لعل أقدم من نبه على
الشك العلمي المنهجي هو ما ذكره الجبائي المعتزلي، فعنده أن أول الواجبات، هو الشك.
و المراد بالشك الذي
عناه هو الشك الإرادي المنهجي، أي القلق الداعي إلى الشروع في البحث للتحقق و
استظهار الحقائق و إزالة الشكوك عن المعتقدات ، انتهى.
وقد بين فائدة الشكوك
حجة الإسلام الغزالي بقوله، الشكوك هي الموصلة إلى الحق، فمن لم يشك لم ينظر، و من
لم ينظر لم يبصر، و من لم يبصر بقي في العمى و الضلال،
فعلى هذا يكون الشك
مجرد إجراء يدفع إلى النظر، و التوقف عن اعتقاد أي مذهب و التسوية بينها.
ثقافة الشك العلمي لا
توجد بين عامة الناس في شؤنات كثيرة منها الشك في صحة التقليد مثلا أو الشك في
انعدام بعض الشرائط الواجبة توفرها في المرجع،
ولذا تجد عندهم لكل
مشكلة حل ولكل غموض أو تشويش ذريعة إقناعية، المهم البناء على الصحة دائما وأبدا
في كل الظروف والمستجدات، وهذا كله ينم عن كسل وعدم رعاية الواجب العلمي الشرعي،
وأنا اكتب هذه
الكلمات تذكرت قصة نقلها السيد الشهيد الصدر الثاني (رض) عن جماعة اتصلوا به، وقد
ساورهم الشك في صحة تقليدهم بعد مشاهدات ومعاينات واخبارات تحصل في مكتب أحد
الزعماء، زعماء التقليد آنذاك،
وقد عزم هؤلاء على
ترك التقليد، فما كان منه (رض) إلا أن ينساق معهم في الترك مع الإشارة للنفس دفعا
لترك الواجب الشرعي.
0 تعليقات