كورونا والاقتصاد العالمى

كورونا والاقتصاد العالمى

د. محمد إبراهيم بسيونى

أستاذ متفرغ عميد طب المنيا السابق

قبل أن تضطر منظمة الصحة العالمية لإعلان الكورونا وباء عالميا مدمرا لا يوجد بديل عن تعاون دولي بلا حدود، إنها مرحلة دقيقة وحساسة وخطيرة، صحيح أن الأوبئة التي انتشرت في السابق، تسببت في أضرار مشابهة، إلا أن تلك الناجمة عن الكورونا هي الأعنف لسبب أن الاقتصاد العالمي صار متشابكا بصورة كبيرة للغاية، عما كان عليه في القرن الماضي وبداية القرن الحالي.

هذه الخسائر المستمرة بأشكال مختلفة، تطرح الخطر الأكبر على الساحة، وهو إمكانية أن يصل الاقتصاد العالمي إلى مرحلة الركود، وهو الاقتصاد الذي يعاني أصلا نموا بطيئا فيه من المخاطر كثير.

علي سبيل المثال، انخفضت مبيعات السيارات في الصين في الشهر الأول من العام الجاري بنسبة ١٨ في المائة، وبلغ تراجع مبيعات المركبات في هذا الشهر لأكثر من ٥٠ في المائة.

وفق اتحاد صناعة السيارات في هذا البلد. والأمر ينطبق على بقية الصناعات، بما فيها تلك المرتبطة بالغذاء. بالطبع تم إغلاق كثير من المصانع في قطاعات مختلفة منذ مطلع العام تقريبا بسبب الكورونا، فضلا عن المصانع والشركات التجارية المرتبطة بالخارج عبر التمويل والتصدير.

بالطبع إذا استمرت الأوضاع على هذا ولم يتم كبح جماح الكورونا، ستزيد الاحتمالات باقتراب الاقتصاد العالمي من الركود.

 فكل المؤسسات الدولية قامت بتغيير توقعاتها لهذا الاقتصاد في العامين الحالي والمقبل على الأقل، بما في ذلك صندوق النقد الدولي الذي قرر أخيرا أن يتوقف عن عقد الاجتماعات المباشرة، والاكتفاء باجتماعات عبر الإنترنت خوفا من الكورونا.