آخر الأخبار

الدفن… في زمن الكرونا








عز الدين البغدادي


عندما لا يكون للإنسان قيمة واحترام في بلده وهو حي؛ فبالتأكيد لن يكون هناك اعتبار أو احترام له بعد موته.. حالة من الارتباك والخوف بل الرعب تنتاب المسؤولين عن دفن ضحايا كرونا، وهو لا يعكس خوفا موضوعيا من العدوى بقدر ما يعكس جهلا وعد قدرة على التعامل معها.. وللأسف ظهرت صور مؤلمة تبين استخفافا غير مسبوق بالبشر.



اعتقد بأن الأمر لا يرجع إلى احتمال انتقال المرض من الضحية؛ فالفايروس لا ينتقل دون رذاذ بسبب العطاس أو السعال، كما ان توقف النشاطات الحيوية في جسد الضحية بالموت تجعل انتشار الفيروس غير ممكن، لأن الفيروس عندما يهاجم خلية ما فإن البروتينات التي على سطح الفيروس تتفاعل مع روتينات الخلية من خلال الالتصاق أو الامتصاص، ثم يبدأ بالتكاثر الفيروسي من خلال استنساخ فيروسات جديدة قبل أن تتحرر من الخلية المضيفة، لتنطلق لمهاجمة الخلايا الأخرى. وعندما الموت فإن هذه العملية لا يمكن أن تحدث بسبب موت الخلايا.


وقد أشار د. عماد بوظو الباحث في أمراض الرئة بالولايات المتحدة إلى حقيقة علمية مهمة وهي أن الفيروس يعتمد على الخلايا الحية لكي يعيش، وقال: بعد موت الإنسان بكورونا، يستمر الفيروس بالحياة لفترة قد تمتد لساعات ولكن هذا الفيروس لا يملك طريقة للخروج من الجسد الميت لأنه عند الكائن الحي يخرج بالسعال وينتشر ويعدي بينما لا يستطيع الخروج من رئة المتوفى. ولذلك لا توجد حاجة لإجراءات دفن استثنائية من ناحية عمق القبر أو إجراء إضافي آخر، سوى ارتداء قفازات طبية وكمامات عازلة أثناء عملية نقل الجثة والدفن".


إذن، من الممكن دفن الضخية بشكل محترم بعد اخذ احتياطات ليست مكلفة، وقد قرأت خبرا يقول بأنه في سوريا تم تدريب عمال دفن الموتى في دورة تدريبية خاصة الأسبوع الماضي لتعليمهم إجراءات دفن الضحايا دون حرق الجثث حيث سيتم الدفن يتم في نفس المقابر الموجودة ولكن وفقًا لهذه المواصفات الخاصة… هذا رغم أن سوريا من الدول التي سجلت أقل عدد من الإصابات.



هناك حالة من غياب المهنية، واللا مبالاة في التعامل مع الحدث ونتائجه، وكان يجدر بوزارة الصحة ان تهيئ كادرا متخصصا بذلك بعد تهيئة ما يلزمهم لأداء هذه المهمة.



إرسال تعليق

0 تعليقات