إدارة المرجع ومرجع الإدارة
علي الأصولي
من المهام المناطة
بشخص المرجع مرجع التقليد هو الإدارة فهي من الأهمية بمكان وتوزيع الأدوار العملي
المرجعي، وإشغال وتكليف العاملين وهذا الكيان،
فما بين تعيين
التوليات وما بين إمضاء الوكالات وما بين الإشراف المباشر على السير الدراسي،
لعموم من ارتبط به من طلاب أو حوازات فهو يمثل للكل الهرم في هذه السلطة العلمية
الروحية، وبغياب الإشراف المباشر وغير المباشر وإناطة المهام على عاتق هذا أو ذاك
بلا مراقبة دورية وما أشبه ذلك، تحل الفوضى والتداخلات والتقاطعات والتسقيطات في
ظل هذه الإدارة، ويتخم قوم ويجوع الكثير، وعلى كل حال الحرص في هذا المورد من أهم
واجبات الإدارة، اشتهر المرجع المجاهد آية الله العظمى السيد حسين القمي على ما
حكي عنه أشتهر بزهده وتقواه وجهاده ضد الحكومة البهلوية الظالمة، واشتهر أيضا في
المجال الاجتماعي بالصداقة وفق المعايير الشرعية، فكان مع صديقه إلى الحد المشروع
وعند المحذور الشرعي كان يرفض أن يدوس المعيار الشرعي لأجل سواد عين الصديق وحبه
له "كما يقولون" فكان يقول دائماً:
أنا أساير صديقي إلى
باب جهنم، ولكن من اجله لا ادخل جهنم أبدا، حتى انه لما علم أن احد أولاده الذي
كان يدرس العلوم الدينية في الحوزة لا يحضر الدروس بانتظام واستمرار قطع راتبه
الشهري الذي يعطى لطالب العلوم الدينية في الحوزات العلمية من بيت المال الإسلامي
وقال له: إنني لا استطيع صرف هذا المال عليك، وبناءً على ذلك تعهد بنفسك للكد
والعمل، كيف أعطي من مال الحجة بن الحسن العسكري "عجل الله فرجه" لطلبة
لا يدرسون العلوم الدينية.
فأطاعه ولده نعم هذه السيرة كم لها من نظير في
طول التاريخ المرجعي ولولا خوف التقول علي بالتحيز لذكرت لكم جانبا مشرقا من
الإدارة المرجعية التي أدارها المرجع الراحل السيد محمد صادق الصدر (رض) ولكن اطوي
ذلك كشحا لما قرره أهل المنطق في مدوناتهم المعرف لا يعرف.
0 تعليقات