آخر الأخبار

مرجعية اليعقوبي صنعها الله رغم الأنوف








مرجعية اليعقوبي صنعها الله رغم الأنوف




الشيخ عبد الهادي الزيدي


من السهل الصاق التهم بأهل الحق مهما كانت درجة وضوح تلبسهم بالحق ومهما كانت ضحالة التهمة الموجهة إليهم، فعلى الرغم من وضوح عدالة وعلم وخلق علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلا أن معاوية وأذنابه تمكنوا من خداع بعض الناس بتلفيقهم تهما لا تتناسب مع أي مؤمن من المسلمين فما بالك بأمير المؤمنين (عليه السلام) الذي شهد أعداءه بفضله قبل الصديق، مع هذا الوضوح الا ان معاوية وأذنابه تجرؤا على ارتكابهم جريمة تضليل المجتمع وأبعاده عنه (عليه السلام)، بل وإقناعه بضرورة قتاله لإنقاذ المجتمع منه! أيعقل اتهامه (عليه السلام) انه تارك للصلاة؟ او انه طامع بالخلافة وانه قتل الخليفة الثالث ليتسلط على رقاب الناس؟ وهو القائل: ( لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري . والله لأسلمن ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جور إلا علي خاصة التماسا لأجر ذلك وفضله ، وزهدا فيما تنافستموه من زخرفه وزبرجه).


ان الذنب الأكبر يقع على معاوية وأذنابه لأنهم يرتكبون هذه الجريمة وهم يعلمون الحقيقة فيقدمون عليها عن قصد وعلم ليحصلوا على حطام الدنيا الفانية وهم يعلمون يقينا نتائج عملهم، فهم يعلنون حربا على الله تعالى ويتعدون حدود الله تعالى: (تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ( 13 ) ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين ( 14 ) النساء.


لم تنته الحرب بين أهل الحق وأهل الباطل الا أنها تختلف بالشكل والأسلوب ليس الا، فها هي الريح الصفراء تهب مجددا بعد ان هبت لإيقاف حركة محمد باقر الصدر (قدس سره) باتجاه إصلاح الأمة لتبقى الأمة صيدا سهلا ولقمة سائغة بيد الظالمين الذين يظهرون بمظهر الدين والتنسك ليحكموا هيمنتهم على مقدرات الأمة، فلا يستقيم الأمر لهم بوجود شخصية كباقر الصدر لذا وجهت الحرب ضده بشتى أنواع الأسلحة على الرغم من وضوح الفرق بينه وبين الآخرين. كما ان الصدر الثاني (قدس سره) لم يسلم من هذه الحرب القذرة لأنه كان يهدد عروش الظالمين بتوعية الأمة لعدوها الحقيقي وعليها ان تعي دورها الحقيقي في هذه المواجهة الحضارية، لذا توسل الظالمون بكل أساليب الشيطان لقتله معنويا قبل قتله جسديا، فأشاعوا التهم ضده ولفقوا الأكاذيب لإبعاد الأمة عنه والحؤول دون تحقق الهدف الذي يسعى لتحقيقه وهو خلق مجتمع مؤمن واع ليس للظالمين حصة فيه. ولم تنته هذه المواجهة باستشهاد الصدر الثاني (قدس سره) بل استمرت لتطال خليفته الشرعي والممثل الحقيقي لمشروعه الإلهي المرجع اليعقوبي، وقد اختلفت أشكال المواجهة فكلما فشل شكل اخترعوا شكلا جديدا وكلما انكشف مخطط من مخططاتهم الشيطانية استعانوا بمخطط جديد الا ان الله لهم بالمرصاد (وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين) المائدة ( 64 ).





يحاول اليوم بعضهم ان يوقد نارا للحرب ضد المرجع اليعقوبي محاولا من خلالها إرضاء أسياده الذين يعدون المرجع اليعقوبي عدوهم الأخطر الذي يهدد مواقعهم وان بقاءه ينذر بسقوط إمبراطوريتهم التي شيدت على دماء الناس وأموال المسلمين. تحركت بعض النفوس الضعيفة الطامحة والطامعة بالمكاسب الدنيئة باتهام مرجعية الشيخ اليعقوبي بانها صنيعة لهم او انها صنيعة الإعلام ليصل من خلال هذا الاتهام الى غايته وهي اما إرضاء البلاط الملكي او السماح له بقضم جزء من الكعكة، الا انه غفل عن وجود تخطيط اللاهي كما غفل عنه عمر بن سعد، روى سالم بن أبي حفصة قال : قال عمر بن سعد للحسين (عليه السلام) : يا أبا عبد الله إن قبلنا ناسا سفهاء ، يزعمون أني أقتلك ، فقال له الحسين (عليه السلام) : " إنهم ليسوا بسفهاء ولكنهم حلماء ، أما إنه يقر عيني ألا تأكل بر العراق بعدي إلا قليلا "). الإرشاد للشيخ المفيد ج 2 ص 132.


وقد انبرى المفكر والعلامة الشيخ عباس الزيدي لهذه التهمة وتوضيح الأمر للأمة وللتاريخ فكتب مقالا بعنوان (مرجعية اليعقوبي مرجعية صنعها الله) وقد حقق هذا المقال انتشارا وتأثيرا واسعين وكشف الحقيقة التي يريد خفافيش الظلام إخفاؤها، حاول مثيرو الفتن ان يستعينوا بكذبة واهية جديدة بردهم على مقال الزيدي تحت عنوان (مرجعية اليعقوبي صنعها الإعلام) كاتبها يختبئ خلف اسم مستعار. سأسلط الضوء على اهم المغالطات التي تضمنها هذا المقال ومن خلالها سيتضح للقارئ الكريم انها محاولات يائسة للنيل من مرجعية اليعقوبي.



أولا: يبدئ الكاتب باتهام الزيدي بان كلامه عاطفيا وهو ردة فعل، وان مداخلة الكاتب علمية ! أقول: لم يبين الأخ الكاتب انها ردة فعل على ماذا؟ ما الفعل الذي اثار الزيدي لتصدر منه ردة الفعل؟ لم لم يقل الكاتب عن غير هذا المقال انها ردة فعل؟ لماذا انبرى للرد على هذا المقال خاصة؟ اهناك امرا خفيا لا يعلمه القراء الكرام؟ اليس من الأمانة ان تبين لهم ما سبب ردة فعل الزيدي؟ اما قضية العاطفة التي تدعي انها لغة المقال فلم نجد لها اثرا في طيات كتابة الزيدي، اما إذا كنت تعني الايمان بأحقية المرجع اليعقوبي والدفاع عنه فإنها قائمة على أساس عقلي ومنطقي سليم فالزيدي وهو الخبير بقيادات الحوزة لم يتبع اليعقوبي الا بعد ان قام الدليل على ضرورة اتباعه، فعلمه لا يجاريه أحد فيه، ودينه وإخلاصه وأخلاقه لا يرتقي اليها الشك عن تجربة وتمحيص. ثم لم الانتقاص من العاطفة؟ بخاصة إذا جاءت بعد التدقيق والتمحيص بأفضلية القيادة. ايمكن ان يقول لنا كاتب المقال كيف تسنى للامة الرجوع للسيد الصدر الثاني (قدس سره) وما الأدلة التي استندوا اليها برجوعهم له؟ أيمكنه القول كيف علم الناس باجتهاد الصدر الثاني فضلا عن معرفة أعلميته التي يوجب توفرها في مرجع التقليد؟ بخاصة انه لم يحصل على شهادة اجتهاد من أي مرجع. أيمكنه الحكم على من قلد الصدر من عامة الناس ببطلان تقليده؟ اما إذا كنت تعني ان عنوان مقال الزيدي يخلو من الدليل وان الله لا يصنع المرجعية ولا شغل له فأقول: ان الزيدي انطلق لاختيار هذا العنوان وهو محق به من منطلقات عدة:


المنطلق الأول: كلام الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) في خطبة الجمعة الحادية عشرة حينما قال: ((إننا جربنا جيلا بعد جيل وخاصة في هذه القرون المتأخرة ان الإنسان يصبح مرجعا ليس بسبب أصله وإنما بيد الله سبحانه وتعالى صحيح نحن ننظر إلى الأسباب هذا يتكلم وهذا يتحرك حركة وهذا يطبع كتابا وهذا يقول كلاما صحيح و الأسباب تمشي بمشيئة الله لكن مع ذلك الله تعالى هو العماد في ذلك ( انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) وفي آية أخرى ( لو انفقت ما في الأرض جميعا ما الفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم) شيء آخر وهو ان الموت والحياة يتحكمان في ذلك انا اعتقد أصير مرجع ولكني أموت ورسالتي لم تطبع أو رسالتي قيد الطبع هل من الممكن ان أصير مرجعا ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل) يعجبه ان يصير مرجعا لا يصير مرجعا لأنه يموت إذا كان عزرائيل يقبض روحه هل يوجد في هذه نقاش.


فإنما تتعين المرجعية بمشيئة الله سبحانه وتعالى وهذا موجود في السابق واللاحق وليس لأحد التحكم فيه اطلاقا).


فأين المدعي الوصل بالصدر الثاني من كلامه هذا؟ فالحقيقة ردكم وأشكالكم ليس على الزيدي انما على الصدر الثاني (قدس سره) وأين أنتم من هذا الرجل الإلهي!


المنطلق الثاني: قوله تعالى : (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) الأنفال 29 وقوله تعالى : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا) الطلاق 2 وقال تعالى : (يجعل له من أمره يسرا) الطلاق 4 فالله سبحانه هو من يجعل الفرقان الذي يفرق به بين الحق والباطل وهو سبحانه من يجعل المخرج وهو الذي يجعل اليسر. اليس هي الصناعة الإلهية بعينها؟ الم تقم الأدلة في صناعة الكلام ان سبب اختيار الأنبياء والرسل والأئمة (صلوات الله عليهم) هو التقوى وتحققها في الشخص ليصل بعد ذلك الى المقام المنشود؟ ام ان الاختيار مزاجي وعلاقة مبنية على أسس بشرية؟ ولولا الصناعة الإلهية بمعنى استمرار اتصال السماء بقادة الأرض سواء كان معصوما ام مرجعا في زمن الغيبة لفسدت الأرض ولضاعت الامة، فثمة مواقف يصعب على القائد تشخيصها لولا عناية السماء، ورد عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: (انا نزاد في الليل والنهار ولولا انا نزاد في الليل والنهار ولولا انا نزاد لنفد ما عندنا). بصائر الدرجات ص 252
وقد وردت روايات كثيرة بضرورة استمرار اتصال السماء باهل الأرض وتحديدا بقيادة الامة التي تجسد التقوى الواجب توافرها في قيادة الامة لما لهذا الموقع من أهمية في حفظ المصالح ودفع المفاسد. فليس عامة الناس أولى باتصال السماء بها من قيادتهم، فماذا تعني الاستخارة؟ تعني أنك تطلب ان يرشدك الله تعالى الى الصواب في حال عجزك عن اتخاذ الخيار الصحيح، فلم تبخل السماء عن الإرشاد والتوجيه.


المنطلق الثالث: دفعا لمدعيات من قال بانه صنع مرجعية اليعقوبي وينسب لنفسه وظيفة ومهمة انما هي من مختصات الباري عز وجل، وهذا خلل عقائدي فادح فصناعة المرجعية بيد الله تعالى على حد تعبير الشهيد الصدر الثاني (قدس سره).


ثانيا: ان عنوان المقال الذي اختاره الكاتب (مرجعية اليعقوبي صنعها الاعلام) عنوان واضح البطلان مع ذلك نبين سبب بطلانه.


ان المرجع اليعقوبي أصبح مرجعا بعد استشهاد الصدر الثاني (قدس سره) مباشرة، فقد قاد الأمة بجدارة في الوقت الذي لم يكن أي إعلام مسلط عليه، بل كان الجميع يخشى بطش حكومة صدام، وبسبب عمله المخلص الدؤوب والتوفيق المترتب على تقواه جعل الله تعالى الأمة تنصاع لأوامره ونواهيه، أكانت ثمة فضائية في زمن النظام البائد تنقل محاضراته؟ أكانت إذاعة تبث دروسه؟ ايتمكن أي أحد ولا استثني منهم واحدا يمكنه القول بوجود قيادة دينية دارت شؤون العباد في زمن النظام البائد وبعد استشهاد الصدر الثاني (قد سره) غير المرجع اليعقوبي؟ أينكر احدا ان حلقة درسه كانت الأكبر بل يمكن القول انها الوحيدة في النجف الاشرف؟ أيمكن نسيان مواجهته لقوى الاستكبار بعد اتخاذهم الإسلام عدوا لها حينما أفتى بحرمة شراء السكائر البريطانية والأمريكية والفرنسية؟ التي افسدت تجارتهم بالعراق. وغيرها من المواقف التي جعلت منه مرجعية جديرة بالاتباع. كل هذا ولم يكن أي اعلام يسانده او يدعمه فكيف تتدعون ان الاعلام صنع اليعقوبي؟ حتى بعد سقوط النظام فالإعلام الداخلي والخارجي، الإسلامي والعلماني عمل على تسقيطه ونفخ مرجعيات أخرى ليس لها عمل تستحق به هذا المنصب جعل منهم قادة افذاذ واخترعوا لهم مواقفا وصفات ليس لها اصل. خير مثال على ما أقول التعتيم الإعلامي المتعمد من الاعلام برفض نقل وقائع الزيارة الفاطمية في النجف الاشرف التي امر بسنها وخطابه لجموع المؤمنين، في حين نرى الاعلام يركز على أتفه القضايا ويعطيها حيزا في قنواته ويضخمها. اما الإعلام التابع لليعقوبي فانه تأسس مؤخرا أي ان إعلام اليعقوبي يتكئ على الشيخ نفسه ولم يسهم في إيصاله الى الناس لتقول انه صنع اليعقوبي، كما انه مقتصر تقريبا على اتباعه، فاتباعه لم يتبعوه من خلال الاعلام بل ان انه عبارة عن قناة لإيصال التوجيهات ولم يكن يوما منبرا لتسليط الضوء على شخص اليعقوبي كما يفعل الاخرون بل انها قناة لإيصال المشاريع الإسلامية. ومع كل هذا فان الاعلام التابع لليعقوبي محارب من القوى المهيمنة على الإسلام فاخرها على سبيل المثال وليس اخيرها منع تواجد قناة النعيم في الروضة الكاظمية لتغطية بعض الفعاليات الدينية بأمر من مكتب السيستاني وقد وجه استفسار لإعلام الروضة الكاظمية لأنها أرادت تغطية فعالية دينية. ومن يريد تفاصيل أكثر فليسال عن الموضوع وسبب إصدار مذكرة تمنع دخول القنوات الفضائية للحرم الكاظمي المشرف.


ثالثا: يقول كاتب المقال: (لو كانت مرجعية الشيخ اليعقوبي صناعة الهية كما تقول سماحتك لما شارك الشيخ اليعقوبي في حكومة الأحزاب السياسية الفاسدة ودعمها وأصبح جزءا منها). وهنا مغالطة واضحة وخلل عقائدي بالوقت نفسه:


أما المغالطة فهي على قسمين:


الأول: جعل المرجع اليعقوبي رئيسا لحزب الفضيلة وجعله مشاركا للحكومة في حين لم يقل لا هو ولا غيره ممن يتصيدون بالماء العكر ان المراجع الاخرون يشاركون في الحكومة، فكل الأحزاب الإسلامية الموجود تدعي الوصل بهم وتقلدهم فلم لا يقول أحد انهم مشاركون بالحكومة؟ أتصدر قصاصات تعيين الوزراء ورئيس الوزراء من اليعقوبي ام منهم؟ فلماذا تتقصدون هذه المغالطة؟ الثاني: أطلق مشاركة حزب الفضيلة في كل الحكومات التي تشكلت بعد إسقاط النظام وهذا كلام ليس صحيحا فلم تكن لهم مشاركة بحكومة الجعفري فوزير النفط عينه الجعفري، ولم يشارك الفضيلة بحكومة المالكي الأولى فيمكن القول ان قسما كبيرا من التأثير الحكومي لم يكن الحزب مشاركا فيه، فلم تحاول خلط الأوراق على الناس وتدعي ان كلامك علمي؟!


اما الخلل العقائدي فلو تنزلنا جدلا وقلنا ان اليعقوبي شارك بالحكومة فكيف جاز لك ان تشكك باليعقوبي بناءا على هذه المشاركة وتستدل على بطلان قول الصناعة الإلهية لمرجعيته؟ فهذا الإشكال يرد على المعصومين (عليهم السلام) الم يشارك الامام الصادق (عليه السلام) بحكومة المهدي العباسي فكان وزير المالية عبد الله بن سنان، وكان علي بن يقطين وزيرا في حكومة هارون وهو موجه من الإمام الكاظم (عليه السلام) ، وكذلك الإمام الرضا (عليه السلام) سواء بمشاركته بنفسه او بمن كان يمثله على بعض المقاطعات؟؟ كما يمكن القول ان الإمام علي (عليه السلام) أخطأ في اختيار بعض القادة او حكام الولايات لثبوت فسادهم. أيمكن الاستدلال على عدم الصناعة الإلهية للائمة بهذا السبب؟ اما إذا كانت الإجابة بان أولئك معصومين ويفعلون ما يشاؤون ولا يحاسبون على شيء فهذا جواب ساذج ثبت بطلانه. والنتيجة ان هذا القول لا يصلح الاستدلال به لضرب قاعدة الصناعة الإلهية للمرجعية.


رابعا : اما الاستدلال بكلمة السيد الصدر الثاني (قدس سره) في صلاة الجمعة السابعة والعشرون : (ان الانانية هي الصفة الغالبة في المرجعية جيلا بعد جيل مع شديد الأسف) فالاستدلال بها مغالطة أخرى، فالصدر لم يعن كل المرجعيات بل انه عنى المرجعية الكلاسيكية فقط، ومن المؤكد انه (قدس سره) مرجع ايمكن القول انه شمل نفسه بالأنانية؟ الجواب انه ثبت بالدليل لم تعرف الانانية طريقا له البتة. وكذلك يمكننا الجزم بانه عنى المرجعيات الكلاسيكية وانه استثنى نفسه ووريثه الشرعي، الا ان الكاتب اجتزئ هذه العبارة عن سياقها ليوهم القارئ الكريم. قال السيد الصدر: ((المرجع الجديد ــ لو صح التعبير ـــ وان لم يكن متفقا مع السيد محمد الصدر بكل التفاصيل الا ان المهم فيه هو الاتجاه نحو العدالة الاجتماعية وانصاف الناس من نفسه كما قيل في الحكمة: (قل الحق ولو على نفسك) وإدراك المصالح العامة. فان وجدتم شخصا من هذا القبيل فتمسكوا به، والا فدعوه الى غيره). ثم يقول : (ان الأنانية..)، إذا قد استثنى من يخلفه من صفة الأنانية.


قد يرد البعض بان كلام الصدر ليس معنيا به المرجع اليعقوبي وانما ذكره بصفة عامة؟ أقول ثمة كلمة بل كلمات تقيد هذا الاطلاق وتحدد ان المرجع اليعقوبي هو المعني به، كتب الصدر الثاني (قدس سره) للشيخ اليعقوبي:


(انت تعلم انني كنت ولا زلت اعتبرك أفضل طلابي واطيبهم قلباً واكثرهم انصافا للحق بحيث لو دار الامر في يوم من الايام المستقبلية بين عدة مرشحين للمرجعية ما عدوتك لكي تبقى المرجعية في ايدي منصفين وقاضين لحوائج الاخرين لا بأيدي اناس قساة وطالبين للدنيا. حتى انني فكرت في درجة من درجات تفكيري إنني أقيمك للصلاة في مكاني عند غيابي تمهيداً لذلك ولازال هذا التفكير قائماً، ولم تمنع عنه رسالتك الصريحة هذه. كما لم أجد في طلابي إلى الآن على كثرتهم وتنوع اتجاهاتهم واذواقهم من هو جامع للشرائط التي اتوقعها أكثر منك، فحقق الله رجائي فيك بعونه وقوته. 1 جمادى الثانية 1418 هـ ).


بعد كل ما تقدم أيصح اتهام المرجع اليعقوبي بانه دنيوي او باحث عن السلطة؟ كلمة أخيرة كيف تفهمون الصناعة الإلهية؟ أتظنون انها كصناعة الجهاز الكهربائي مثلا؟ الصناعة هي الرعاية والحماية والتسديد، الم تلحظوا كيف يرعى الله تعالى المرجع اليعقوبي وجعل حبه ووده ينمو في قلوب وعقول المؤمنين؟ الم تلحظوا صموده أمام كل محاولات تسقيطه على الرغم من امتلاك أعدائه كل وسائل القوة؟ الا ان الله يدافع عن الذين امنوا واختم بكلمة الشهيد الصدر حينما قال : حبيبي الله معنا.

إرسال تعليق

0 تعليقات