آخر الأخبار

التعامل مع فيروس كورونا (١٠)








التعامل مع فيروس كورونا (١٠)

[دراسة فقهية]






أحمد مبلغي


القاعدة الخامسة: قاعدة "أهمية حفظ الأبدان من حفظ الأديان".

نتحدث عن هذه القاعدة في المحاور التالية:

-- مفاد القاعدة.

-- الفكرة الدينية الداعمة للقاعدة.

-- دليل القاعدة.

n      تطبيق القاعدة على قضايا فيروس كورونا


مفاد القاعدة:
وفقا لهذه القاعدة، إن الشريعة تحكم برفع أحكامها، فيما إذا تصبح في بعض الظروف مضرة بالأبدان وصحتها.


وغني عن البيان أن كلمة الأديان هنا لا يقصد بها مبدأ الدين وأصله، بل المقصود، الأحكام التي تنص عليها الشريعة التي هي جزء من الدين ، وهذا التعبير عن الأحكام بالأديان مقابل الأبدان، موجود في الأدبيات الدينية.


أما أصل الدين (كيانه وواقعيته ووجوديته) فمعلوم أن له مكانة أصيلة لا يغيرها أي شيء، بل هذا الدين حافظ للإنسان ومجتمعه وذلك من خلال شريعته المجيدة حيث تنظم السلوك البشري بطريقة تأخذ في الاعتبار مصالحه التي منها مصلحة حياته...




 الفكرة الدينية الداعمة للقاعدة:



هناك جملة للإمام علي بن ابي طالب (ع) كان يقولها ضمن دعائه للاستسقاء، وهي: "...عجل على العباد فرجه، فقد أشرفت الأبدان على الهلاك، فإذا هلكت الأبدان هلك الدين". (فقه الرضا، ١٥٤).



إن هذا الكلام، ليس من الأدلة لهذه القاعدة (حيث إنه ليس متضمنا للحكم الشرعي) ولكنه من الأسس الفكرية الداعمة (البنى التحتية الفكرية) لهذه القاعدة.



والفرق بين الدليل والمنطلق الفكري الداعم هو أن الدليل يثبت حكماً شرعياً، في حين أن المنطلق الفكري ليس له دور في إثبات الحكم، بل هو بنية تحتية فكرية تفتح أمام الفقيه أفقًا فكريًا وتعطيه رؤية دينية واعية، ينطلق منها في عملية الاستنباط الى تفسير النص المتضمن للحكم كي لا يرتكب الخطأ في تفسيره، ولا يقع في سوء الفهم منه.



وبحسب هذا البيان فإن الإمام علي بن أبي طالب يعطينا رؤية عميقة للعلاقة القائمة بين الدين والبشر. ففي حين أن العديد من الأفراد والجماعات باسم الإسلام يتجاهلون أو يدمرون البشر في بعض الأحيان من أجل الحفاظ على الدين، فإننا نرى عكس هذا الوضع، في كلام الإمام علي بن أبي طالب (ع).




مشكلتنا هي أننا سنقوم بتفسير النص بسخاء بناءً على أفكارنا السطحية، دون استخدام الأفكار الدينية الأساسية لفهم النصوص.






وللبحث عن القاعدة تتمة



⇭ مرجع دينى إيرانى 


إرسال تعليق

0 تعليقات