التشيع.. وبناء
الشخصية المرتبكة
عز الدين البغدادي
منذ زمن بعيد بعيد، شخّص الإمام جعفر الصادق (ع) مشكلة كبيرة كان يراها في
الوسط الشيعي، وهي مشكلة ضعف الاتزان النفسي التي يعبر عنها بالنزق، والنزق يأتي
بمعنى الطيش وقلة التثبت وسرعة الانفعال، حيث قال: وددت والله أني افتديت خصلتين
في الشيعة ببعض لحم ساعدي: النزق وقلة الكتمان.
لم يكن يصف فقط، بل كان يعبر عن حزن عميق، وألم وهو يرى غلبة هذه الصفة
السيئة التي تجعل المرء انفعاليا لا يفكر بعقله، تدفعه عاطفة دينية ليست في محلها.
الشواهد كثيرة وكثيرة جدا، يمكن أن تنظر في أي موكب أو حسينية لتجد مصاديق كثيرة
على ذلك.
النزق ليس صفة حسنة، فالتهور والطيش وانعدام الرؤية المنطقية وغلبة الحالة
الانفعالية كلها مظاهر للنزق، ومن الواضح أن أمم الأرض كلما زاد تمدنها ووعيها زاد
في أبنائها الاتزان النفسي وهو ما يبدو واضحا في أسلوب تفكيرهم وكلامهم، والعكس هو
ما تجده في الأمم المتخلفة.
عموما إذا كان الإمام الصادق (ع) يعرب عن أسفه وتألمه من هذه الحالة، فإن
هناك من المعمّمين بمختلف درجاتهم يرون هذا شيئا جيدا، فالشخص النزق يتنازل عن
عقله، ويتحول الى كتلة انفعالية بيد من يمسك بتلابيب عقله. لذا فلا تستغرب أن
تزاداد وبشكل مطرد ظواهر من قبيل سيد فاقد أو علي السماوي أو عبد الحليم الغزي
وغيرهم وغيرهم وتجد لها مؤيدين ومعجبين.
دينيا لا يمكن تبرير ما يحصل هذه الأيام، أبدا أبدا، فبينما تفرض دول
العالم حظرا على الحركة والعمل، وتفرض على مواطنيها االمكوث في منازلهم، تخرج
أعداد كبيرة من الناس للقيام بطقس الزيارة رغم كل الأخطار المرعبة والكارثية التي
تحيط بتصرف كهذا. لقد استطعنا بهذا أن نقدم صورة سيئة جدا، وسلبية، ومخزية، نعم
مخزية لنا كشيعة. لا تعجب من الفشل السياسي، فهذه المنظومة العقلية والسلوكية،
وهذه المفاهيم لا يمكن أن تنتج دولة ولا تحقق نجاحا.
الدين الذي يميت العقل، والدين الذي يتعارض مع العلم لا خير فيه، والتدين
الذي يجد في الإيمان تبريرا للخرافة والدجل لا خير فيه، ولا يمثل الإسلام ولا يمثل
نهج آل البيت بأي حال.
0 تعليقات