العراق يستجيب لتحدي كورونا ويحجر على نفسه
وكردستان خاوية على عروشها
هادي جلو مرعي
هكذا يبدو العالم
بأسره رهينة لفيروس لايمكن التعرف على شخصيته، ولامحاورته، ولا حتى التوسل إليه
ليتوقف عن تهديد حياة البشر المعرضين للإبادة الجماعية، ورويدا رويدا سيتحول
الكوكب الى مكان مقفر لأن البشر سيحتشدون في بيوتهم دون مشاركة مع بقية أفراد
المجتمع الذين يتكدسون في بيوتهم الخاصة، ودون خروج الى الشوارع، والى النوادي
الإجتماعية، والأسواق، والمدارس، والجامعات، والمساجد، والتوقف عن ممارسة الطقوس الدينية
بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية الحديث الذي يستذكر وباء الطاعون الذي ضرب
أوربا في عصور سابقة، وماتلاها من أوبئة في مطلع القرن العشرين، وأوقات بين
الحربين الكونيتين.
خلية الأزمة العراقية
أوصت بإتخاذ تدابير وقائية لمواجهة الوحش الصغير. فتم إغلاق النوادي والمطاعم
والمساجد ودور العبادة والمقامات الدينية والمدارس والجامعات، وسمح للمطاعم بتقديم
الطعام عبر خدمة التوصيل الى المنازل خاصة وإنها تمتنع عن إستقبال الزبائن، وهو
إجراء إتخذته جميع دول العالم دون إستثناء، حتى إن الرئيس ترامب المهدد بالحجر
الصحي بعد إستقباله ثلاثة شخصيات برازيلية ثبت إصابتها بكورونا أعلن حال الطواريء،
وطلب تخصيص خمسين مليار دولار لتكون مخصصة لمواجهة الوباء، وتحت تصرف مسؤولي الصحة
في، ولم يعد إستثناءا أن تقوم دولة ما بإتخاذ تدابير المواجهة المباشرة مع التحدي
الجديد خاصة وإن كورونا تحول من بؤرته الأولى في مقاطعة هوبي الصينية وعاصمتها
ووهان الى بؤرة جديدة وهي أوربا التي بدأ كورونا ينتشر فيها، وينتقل منها الى بقية
العالم.
بعد قرار الحجر
المتبادل بين المحافظات العراقية إعتبار من منتصف آذار الجاري بدت مدن كردستان
وشوارعها خاوية على عروشها، مع إتخاذ السلطات قرارا بالحظر الكامل على الحركة في
الشوارع والأسواق، وهو إجراء مشابه لما إتخذته دول منها الصين وإيران وإيطاليا،
وماقد تلجأ إليه العشرات من دول العالم خاصة فرنسا وإسبانيا.
لايبدو إن الوباء في
معرض الإستسلام للإجراءات الوقائية، خاصة مع الغرور الي أصابه وهو يتمدد، ويخيف كل
إنسان، ولم تتمكن مختبرات الغرب ولا الشرق من البحث في سبل العلاج، وإبتكار مايوقف
الوحش الذي لم تتنبأ به كما هو الآن أفلام هوليوود التي تنبأت وجسمت حوادث وأوبئة
وحروبا كبرى في العالم.
القوى السياسية قررت
وضع مفاوضات تشكيل الحكومة، وإختيار مرشح لمنصب رئيس الوزراء في الحجر الصحي لمدة
غير معلومة، وهو مايفاقم مخاطر أمنية وسياسية تضرب العراق، وتحيله الى أزمة مفتوحة
لارغبة لأحد بحلها، والتخلص منها لأنها صارت محل إستثمار، وتحقيق أرباح للاعبين
الكبار، مع إستمرار توارد الأخبار عن تشكيل لجنة سباعية وصلت الى نتيجة تمثلت
بإختيار بعض الشخصيات، على أن يتم إختيار شخصية منها لتكون مرشح التحالف الشيعي.
0 تعليقات