هادي جلو مرعي
كالعادة لايبدو ممكنا النظر الى العرب بوصفهم في مقدمة الركب، ولابوصفهم
القادة والفاعلين في الحرب العالمية التي تشتد ضراوة، وعلى مايزيد على الماية
وخمسة وثمانين جبهة مفتوحة هي البلدان التي اقتحمتها الجيوش الخفية لإمبراطورية
كورونا المعتدية.
فالصينيون جندوا النساء والرجال، وأوقفوا المصانع، وسخروا الموارد، وحجروا
الصغار والعاجزين في منازلهم، وخرجوا بقياداتهم المدنية والعسكرية، ووفروا كل
مستلزمات الحرب الطبية ليردوا هجمات الفيروسات الباغية، وأعلنت القيادة الصينية
بعد مايزيد على الستة أسابيع من القتال الشرس: إن ضحاياهم لم يعودوا يتساقطون في
الشوارع، وإن الفيروسات إما هزمت، أو اختفت.
في إيران وكوريا ودول الخليج وأوربا وافريقيا والأمريكيتين تتفاوت نسب
الإصابات والوفيات بحسب الإجراءات، لكن الفيروس الذي دخل خلسة عبر حصان طروادة الى
بيرغامو الغنية في الشمال الإيطالي أستطاع أن يسقط حصون الرومان، ويحولهم الى جنود
منهزمين يطلبون الرحمة، وتحول جنود الإمبراطورية الى (حانوتيين) يبحثون عن
التوابيت لحشر الجثث فيها، أو لنقلها في شاحنات، وحرقها، ولمنع الناس من التحرك،
بينما يعلن رئيس الوزراء جوسيبي كونتي إن الحلول محدودة، ولكن لابد من المقاومة،
في حين يشرع الرئيس الفرنسي ماكرون بقيادة حرب صحية مفتوحة، ويستعين بالجيش، بينما
إستدعت انجيلا ميركل الجنود الإحتياط، وصارت بريطانيا تعيش لحظة الهلع وكأنها
مستعمرة في الشرق إقتحمها جنود الملكة الشجعان، رافعين شعار الأسود الثلاثة، وهو
الحال الذي ينسحب على الإسبان والأوربيين في شرق القارة وغربها.
الرئيس ترامب المهدد بالحجر الصحي حرص على عقد المؤتمرات الصحفية كل صباح
في باحة البيت الأبيض مع مسافة تفصله عن الصحفيين، معبرا عن عظمة أمريكا، وخطر
الفيروس الصيني، لكن وزير الصحة الذي يقف الى جانبه، وهو القصير المكير لايجرؤ على
تكذيب الرئيس الذي بوده إخراج قارورة من جيبه ليقول: إنه إستطاع الوصول الى العلاج
الناجع فيقول: أنا لاأخالف الرئيس لكنه يتحدث عن الأمل، وأنا أتحدث عن الدليل في
الوقت الذي وصلت فيه الإصابات على الساحل الشرقي في نيويورك الى أعداد مقلقة،
بينما يتم الحجر على 40 مليون مواطن في الساحل الغربي في كاليفورنيا ولوس أنجلوس
وسان فرانسيسكو.
نجح العراقيون في اقتحام نقاط التفتيش، ونجحوا في إهانة بعض رجال الشرطة،
وتحدوا الحظر وكورونا بالهوسات والأهازيج الفارغة، وكأنهم يتجاهلون إنهيار أمم،
وإمبراطوريات في العالم أمام الوباء. قد يفيق العراقيون على المصيبة لاحقا، أو
إنهم تعودوا المصائب فلم يعودوا مبالين بشي
0 تعليقات