في أجواء كارثة الزيارة

في أجواء كارثة الزيارة

عز الدين البغدادي

في أجواء كارثة الزيارة

حديث وسند:

ضمن الجدل المستمر عن الزيارة الكارثية التي حصلت أمس في مثل هذا الظرف الصعب؛ بعث إلى أحد الإخوة (تم قص اسمه) سؤالا هو المنشور في الصورة أدناه.

وعندما المراجعة تبين أن هذا الحديث موجود في كتاب "المزار" من تأليف الشيخ المفيد رحمه الله، والمعروف بـ المزار الصغير تمييزاً له عن كتاب المزار الكبير للشيخ ابن المشهدي.

وأما سنده سنده فهو: محمد بن أبي السريري عن عبد الله بن محمد البلوي عن عمارة بن زيد عن أبي عامر واعظ أهل الحجاز عن الصادق ع عن أبيه عن جده قال قال رسول الله ص لعلي ع يا أبا الحسن…. الخ (الحديث موجود في الصورة ادناه).

أي ان المفيد لم يذكر طريقة تحمله لحديث سماعا أو غير ذلك، وهذا أول الخلل.

واذا نظرت في تقييم السند، فهو كما يأتيك:

محمد بن أبي السريري: مجهول لم يرد له أي ذكر في أي كتاب. إلا أن الشيخ الطوسي ذكر الخبر في كتابه "تهذيب الأحكام" وذكره عن محمد بن أبي السري، وهو مجهول الحال.

عمارة بن زيد مجهول غير معروف، ومن اللطيف ما قاله النجاشي: عمارة بن زيد أبو زيد الخيواني الهمداني، لا يعرف من أمره غير هذا ذكر الحسين بن عبيد الله أنه سمع بعض أصحابنا يقول سئل عبد الله بن محمد البلوي من عمارة بن زيد هذا الذي حدثك قال رجل نزل من السماء حدثني ثم عرج.

وقال ابن الغضائري : عمارة بن زيد الخيواني المدني : حليف الانصار وهذا نسبه على ما زعمه عبدالله بن محمد البلوي المصري ، فإنه لايعرف إلا من جهته ، وقد سئل عنه ، فقيل له : من عمارة هذا الذي تروي عنه ؟ فقال : رجل نزل من السماء فحدثني ثم عرج وأصحابنا يقولون إنه اسم ما تحته أحد (اي شخصية مخترعة)، وكل ما يرويه كذب والكذب بين في وجه حديثه " .

وأما أبو عامر واعظ أهل الحجاز، فلا يعرف ولم يرد له ذكر.. والغريب أنه يوصف بأنه واعظ أهل الحجاز ومن كان بهذا الوصف يفترض أن يكون معروفا.

وأخيرا من له معرفة بالأحاديث وتعامل معها يتكون له ذوق ومعرفة يكشف بها ضعف الحديث من متنه، وان كان إثبات ذلك الضعف يتوقف على معرفة السند.. والحديث واضح البطلان من متنه. مع العلم أن كثيرا جدا من الروايات التي جاءت في الزيارات هي ضعيفة بالمقاييس العلمية للتعامل مع الرواية.

والله أعلم