آخر الأخبار

سباق المسافات الطويلة للوصول الى مجلس الوزراء هل يوحد شمخاني ما فرقته المصالح









سباق المسافات الطويلة للوصول الى مجلس الوزراء هل يوحد شمخاني ما فرقته المصالح



هادي جلو مرعي


وأخيرا جاء السيد شمخاني رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية الى بغداد، وحط في مطارها العتيد، وترك خلفه أحاديث كثيرة في أروقة السياسة الإيرانية عن كورونا، وعن الحصار، والملف النووي والعقوبات التي تزداد شدة، والتعنت الأمريكي المستمر في قضايا الشرق الأوسط، ويبدو إن هذا المجيء اللافت لم يكن بروتوكوليا، أو طبيعيا، أو مرتبطا بسياسة متبعة وروتينية، خاصة وأن انشغال العالم هذه الأيام ينصب على المرض الخطير والقاتل الذي بدأ من الصين، وامتد الى جزر ودول المحيط الهادي، وعبر طريق الحرير ليحط في إيران ممتدا حتى وسط أوربا، وضرب شمال إيطاليا وألمانيا وفرنسا، وعبر نفق المانش باتجاه الجزر البريطانية، وصارت الأرقام تتوالى عن إصابات ووفيات وحجر صحي، وسفن راكدة على الشواطيء والأنهر لايسمح لها بالحركة، ولا لمن عليها بالنزول خشية العدوى.


لم ينجح القادة السياسيون بترشيح شخصية غير جدلية بحسب التوصيف الذي راج خلال الأشهر الماضية، وكانت جميع الشخصيات التي رشحت من المنظومة السياسية محل رفض قاطع، وتلويح بالتصعيد في حال الإصرار عليها، وبرغم إن محمد توفيق علاوي لم يكن جدليا بالكامل، ولم يكن مقبولا ولامرفوضا كلية إلا إنه شغل الرأي العام، وكان يمكن لمروره أن يهدأ من زخم الأحداث، ولو قليلا لكن التجاذبات، وتقاطع المصالح منعت ذلك، وأعادتنا الى المربع الأول الصعب الذي يتطلب المزيد من التنسيق والمشاورات خاصة وإن هناك فريقين مهمين ولاعبين أساسيين هما فريق المنظومة السياسية الفاعلة ومنظومة المصالح المرتبطة بها، وفريق المتظاهرين الذين لديهم رؤية وتصورات مختلفة، وغير مهادنة بالرغم من أن مراقبين أشاروا الى إمكانية أن يكون تمرير علاوي في حينه سببا للتهدئة، وفتح الطريق لاحقا للإقناع بعد أن طرحت أفكار تتعلق بتأسيس لجان مراقبة من المتظاهرين لتقييم وتقويم الأداء الحكومي، والتأكيد عللا إجراء الانتخابات المبكرة.



وصول السيد علي شمخاني الى بغداد، ولقائه القادة الشيعة فتح الباب أمام جملة من التساؤلات عن طبيعة الزيارة، وهل تتعلق بالوضع السياسي الراهن، أم إنها تمثل نقاشا معتادا في ظل وجود علاقات ثقافية وسياسية واقتصادية بين بغداد وطهران، أم إن الأمر أبعد من ذلك، وربما تعلق بجزئية مهمة تتعلق بالخلاف الداخلي الذي يعصف بالبيت الشيعي الذي كان يصل الى تفاهمات في حال وجود خلافات في الفترة السابقة، ولكنه فقد البوصلة بغياب الجنرال قاسم سليماني؟ وبالتالي فإن المقاربة المهمة الراهنة هي إن المستشار الإيراني يحاول لملمة صفوف الشيعة لكي يصلوا الى تفاهمات تتعلق بتشكيل الحكومة، ولايمكن السماح بتغيير البوصلة الى مايؤثر على الوضع الذي كان الحضور الإيراني فيه يمثل ضرورة للقيادات الشيعية التي فرقتها المصالح والتحديات، وجعلتها لاتفكر في مدى رؤية أوسع مماهو عليه الآن، ومايترتب على ذلك من خسارات حتى إن السيد شمخاني لم يستثن سياسيا، أو زعيما شيعيا فاعلا إلا وإلتقاه وتباحث معه في الأمر، وهو مايرجح فكرة أن التقارب بين الفرقاء الشيعة بات ممكنا بعد هذه الزيارة.

إرسال تعليق

0 تعليقات