فقه الصدقة والتكافل
علي الأصولي
التكافل هو عبارة عن توحيد الجهود والأعمال لتقديم المساعدة بمختلف حصصها
في وقت الضعف والحاجة الاجتماعية، وهذا العمل وجه من وجوه الخير، { ومن يعمل مثقال
ذرة خير يره }.
وطبيعة العمل التكافلي وتقديم أوجه المساعدة عام فهو لا يخص تقديم أوجه المساعدة
لجماعة دون أخرى ولا دين دون آخر ولا تحيز مذهبي أو قومي فيه، لأنه خلاف البعث
والانبعاث الشرعي الأخلاقي { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقتلوكم في الدين و لم
يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين }.
وللتكافل أوجه متعددة ولا معنى حصر مراده بالجهة المالية وأن كانت هي
المعنية على الأكثر بين شرائح الناس بسبب الفساد المالي والإدارة الذي ضرب العراق
طولا وعرضا،
فهناك تكافل علمي وأخلاقي واجتماعي وسياسي وأدبي واقتصادي وهو أبرز
المصاديق،
مثلا تقديم النصح والإرشاد بمختلف عناوينه للناس بهدف الإصلاح وإنقاذ
المجتمع من بلاء القحط لهو وجه من وجوه التكافل، وكذا التوجيهات الأخلاقية المانعة
من دخول الناس بالفوضى الرذائلية أيضا من أوجه التكافل، على مستوى الموعظة أو
النشر ونحو ذلك،
ومثله المسؤولية الاجتماعية في عنوان الجنايات والفساد والسرقات وغير ذلك
من العناوين الداخلة تحت تصنيف الجناية لها وجه من وجوه التكافل المجتمعي،
وإبداء المشورة لأهل الحل والعقد ( القادة الدينيين والسياسين) أو حتى
الانتقاد لأجل استقامة المصالح العامة
فكل ذلك يحسب تحت عنوان التكافل،
نعم وأن كان التكافل المالي الذي ينصرف إليه الذهن بلحاظ كونه أوضح
مصاديقه،
وهذا التكافل والمساعدة بالصدقات مشروطة بعدم المنة وعدم الأذى وهو مطلق
الاحراج، سواء كان الإحراج مباشر أو غير مباشر ومن أوضح مصاديق الاحراجات الغير
مباشر ما نراه من بعضهم في نشر المعونات وكأنه ينشر لا لأجل المبدأ الأخلاقي بقدر
ما يكون الانتصار للجهة أو للحزب أو لهذا أو ذاك، وكيفما كان لا مانع وتذكير الناس
بهذه الفتوى التي ذكرها غير واحد ومنهم المرحوم السيد محمود الشاهرودي.
( التوسعة على العيال أفضل من الصدقة على غيرهم، والصدقة على القريب
المحتاج أفضل من الصدقة على غيره، وأفضل منها الصدقة على الرحِم الكاشح ) - يعني: المعادي
-. منهاج الصالحين.
0 تعليقات