علي الأصولي
يبدو لي بأن الكثير
من الأقوام قديما وحديثا، بينهم فكرة مشتركة أخذوها جيلا بعد جيل وبحسب المناسبات
وأن اختلفت العناوين والتسميات،
كنت أفكر في بعض
الآنات وما وصلنا إليه وتذكرت السنن التاريخية القديمة التي تفرض وجودها بعد اقتناص
الفرصة والاستعداد الذهني والنفسي من البشرية،
هناك ثمة تشابه كبير
جدا ما بين تيه بني إسرائيل وما بين ( فقد نبينا وغيبة ولينا ) التيه لا يقتصر على
المجتمع المسلم فضلا عن المجتمع الشيعي الإمامي بل هو شامل للبشرية منذ انقطاع
السبب ( المتصل ما بين الأرض والسماء )
ولم يبقى بيد الأيادي
سوى القرآن الكريم وثمة تراث سنتي،
اجتهد فيه أقوام
ونبذه آخرون،
هناك ترجمة للفصل (١٣)
الجزء الأول من فصل (١٤) من سفر الخروج (الكتاب الثاني في توراة النبي موسَى)
وجدته في أحد كتاب
جمع ( كاتب ) لنرى ماذا تحدث عن ( التيه )
النص التوراتي في
بداية الفصل (١٣) يقدم توضيحًا عن سؤال مهم قد يمر بالأذهان عن السبب وراء تيه بني
إسرائيل في الصحراء الذي أستمر (٤٠) سنة. ربما لم يكن سببًا واحدًا، لكن النص
التوراتي يذكر سببًا وجيهًا، وفي النهاية مشيئة الله غالبة.
فصل ١٣ /
عمود السحاب، وعمود
النار
وحين أطلق فرعون بني
إسرائيل، لم يرشدهم الله إلى الطريق الساحلي، بالرغم من أنه الطريق الأقرب لأرض
فلسطين. لأن الله كان يعلم أنهم إن لاقوا هناك حرباً ومقاومة، سيعودون إلى مصر مرة
أخرىَ. فحولهم الله إلى طريق الصحراء ناحية البحر الأحمر. وكان بنو إسرائيل متجهزين
للحرب حين خرجوا من مصر.
وأخذ موسىَ معه رُفات
النبي يوسف، حسب وصيته التي قال فيها: "حين يخرجكم الله من مصر خذوا عظامي
معكم".
فارتحل بني إسرائيل
من منطقة جاسان، ومشوا في أتجاه جنوب الشرق. ثم خيموا في قرية إيثام علىَ أطراف
الصحراء شرق دلتا النيل. وكان الله معهم في النهار بعمود من سحابٍ يهدي طريقهم،
وبالليل معهم في عمود نار لينير الظلام من حولهم. وهكذا قادهم الله في كل وقت
بعمود السحاب نهاراً وعمود النار ليلاً.
فصل ١٤ /
بني إسرائيل، البحر
أمامهم وفرعون من خلفهم
وفي قرية أيثام أوحىَ
الله لموسىَ: «يا موسىَ، قل لبني إسرائيل أن يرجعوا إلى جانب البحر ويخيموا هناك. فيظن
فرعون أنكم خائفون من عبور الصحراء، وأنكم تائهون وتبحثون عن طريق آخر للخروج. وأنا
سأقَسي قلب فرعون فيتبعكم. فأُظهِر آيات قدرتي في فرعون وجنوده، ويتمجد أسمي. فيعرفوا
حقاً أنه لا إله إلا أنا.» ففعل بني إسرائيل كما أمرهم الله.
وحين علم فرعون بأن
بني إسرائيل أخيرًا خرجوا، قسَى قلبه فغير رأيه وقال لحاشيته: «أنظروا ما الذي
فعلنا! تركناهم يخرجوا ولم يعودوا عبيدًا لدينا.» فَأمر فرعون بتجهيز عربته وجمع
جيشه. وأمر فرعون قادته المسئولين عن ست مئة من أفضل عربات الحرب وكل عربات الحرب
الأخرى بمطاردة بني إسرائيل. فطارد فرعون وجنوده بني إسرائيل، ولحقوا بهم وهم
مخيمون بجانب البحر.
وحين رأى بني إسرائيل
فرعون وجنوده قادمون عليهم، خافوا وتوسلوا لله لينقذهم. ثم اشتكوا على موسىَ
وقالوا: «يا موسى، هل لا يوجد مكان في أرض مصر لتدفننا، فجئت بنا لتدفنا في
الصحراء هنا؟ لماذا أذن من مصر أخرجتنا؟ ألم نقول لك حين كنا في مصر أن تدعنا
وشأننا؟ العبودية في مصر كانت خير لنا، من أن نموت في الصحراء هنا.»
فقال موسىَ لبني
إسرائيل: «لا تخافوا! تشجعوا وسترون الله اليوم يخلصكم، ولن تروا جنود فرعون مرة
أخرىَ. الله سيحارب عنكم، وأنتم فقط تشهدون.»
فأوحى الله لموسىَ: «يا
موسى، قل لبني إسرائيل، توقفوا عن صراخكم وتقدموا في طريقكم. يا موسى، أرفع عصاك
ومدها فوق البحر. فينشق الماء ويكون طريق جاف يعبر عليه بني إسرائيل. وأنا سأقسي
قلوب جنود فرعون فيستمروا في مطاردتكم. وسيتمجد أسمي بما جرىَ على فرعون وعرباته
وفرسانه. فيعرف كل الناس بالحق أنه لا إله إلا أنا»
وكان ملاك الله طوال
الوقت يسير أمام بني إسرائيل في عمود السحاب، لكنه الآن تحول ليكون خلفهم. وأضاء
عمود السحاب مخيم بني إسرائيل. لكن كان ظلام على جنود الفرعون، فلم يقدروا أن
يقتربوا من بني إسرائيل .. انتهى
نعم: أيها السادة
عبودية ارض مصر خير من دعوى الانعتاق باسم الرب !!
0 تعليقات