عز الدين البغدادي
في السنة الماضية، وفي مثل هذه الأيام كنت في السنة الأولى كطالب دراسات
عليا، كنت في وضع متعب جدا بسبب الالتزامات الدراسية الثقيلة ، كنت أنام لوقت قليل
جدا، ونومي ووضعي مضطرب.. حل شهر رمضان، وكنت محتارا جدا كيف يمكن أن ارتب وقتي مع
الشهر الفضيل؟ كيف سيكون نومي؟ وهل سأكون قادرا على استيعاب المحاضرة التي قد تصل أحيانا
إلى ساعتين ونصف وربما أكثر؟
توقعت ان يمر الشهر ثقيلا وثقيلا جدا. وحل الشهر الفضيل، وما حدث كان
عجيبا، فقد مر الشهر سريعا بشكل عجيب، هينا لينا، درجاتي تحسنت، ووضعي كان أفضل
مما قبله.
كثيرون من الناس يخافون من الصوم في هذا الشهر لا سيما إذا كان الجو حارا،
يخشون أنهم لن يتمكنوا من القيام بأعمالهم، إلا ان الإنسان بمجرد ان ينوي ويتوكل
فسيجد الأمر عليه أسهل بكثير مما كان يخاف ويتوقع. وبمجرد أن ينوي الصبر سيجد نفسه
قويا ينتصر على ما كان يخاف منه، وكما قال رسول الله (ص): ومن يتصبر يصبره الله،
فما أعطي أحد عطاءً خيراً من الصبر.
لمست أمرين: أن هذا الشهر فيه الكثير من نفحات الرحمة، وأن كل آتٍ قريب،
وأن ما تستبطئه اذا كان مقدرا لك سيأتيك أسرع مما تتوقع.
هذا هو شهر رمضان يعلمك كيف تصير، وكيف تفرح بناتج صيرك وتحملك. الشهر الذي
كان الفلاح يصومه وهو في أرضه، والعامل يصومه وهو في معمله، فلا يضعفه عن العمل بل
يزيده قوة وتألقا وإنتاجا.
انه شهر رمضان، مدرسة الصبر، شهر البركة، وشهر الرحمة.
0 تعليقات