آخر الأخبار

الدين الإسلامي والارتباط المباشر بالإبراهيمية دون غيرها من الديانات والتشريعات








الحلقة الخامسة من سلسلة محاضرات(التخطيط الحامي والتخطيط المحمي) لفضيلة الشيخ عبد الهادي الزيدي


تقرير / رسالة النيل


لا زال الشيخ عبد الهادي الزيدي مستمرا في محاضراته (التخطيط الحامي والتخطيط المحمي) حيث وصل به الكلام إلى أسباب تفضيل شريعة خاتم الرسل محمد (صلى الله عليه واله )على الشرائع السابقة.


 فهناك الكثير من المميزات التي امتاز بها الخط المحمي (الاسماعيلي) عن غيره ويرجع ذلك الى عدة أسباب أهمها انه الخط المعني بولادة الدين العالمي الجديد (الإسلام) وهذا الدين يعتبر منظومة تشريعية كاملة تعالج كافة مشكل الحياة وعلى كافة الأصعدة الاجتماعية والفكرية والاقتصادية والسياسية مما جعلها غير مرتبطة بالشرائع السابقة التي مثلت الخط الحامي (الاسحاقي )على نحو تكرار الأحكام كون الشرائع السابقة اهتمت بفترة زمنية معينة وواقع اجتماعي محدود لا تصلح ان تكون شريعة خالدة بأحكامها وليس لها القدرة على مواكبة  مجرى الحوادث اللاحقة وتوفير حلول لها خصوصا وان الأمور سائرة باتجاه تطور العقل البشري وما يصاحبه من تطور في الأفكار والأفعال كل هذه الأسباب جعلت من الصعب ان تكون الديانات السابقة على الإسلام ديانات عالمية  .


ان التطور المستمر الحاصل في كافة جوانب الحياة جعل من الضروري ان يكون هناك دين وشريعة قادرة على مسايرة هذا التطور بل لا يقتصر الأمر على المسايرة فقط بل على ان تكون سباقة في توفير الحلول لجميع المشاكل المتوقعة وغير المتوقع حصولها في زمن دون آخر  فالعمق الفكري للإسلام جعله قادرا على المواجهة في ساحات الفكر بسبب القابلية على تجديد المفاهيم بما يتلائم مع روح العصر بالإضافة الى تقديم معاني جديدة للمفاهيم ويجب الإشارة الى نقطة مهمة ان هذه المعاني الجديدة لا تعني اختلاف المفاهيم نفسها وإنما الاختلاف حصل بسبب تطور العقل البشري للمجتمع وقدرته على تفسير هذه المفاهيم  بسياق يتلائم مع متطلبات العصر وسيتجدد هذا الأمر بتجدد الزمن حتى لا يصيب المجتمع حالة من الجمود والانغلاق الفكري.


لقد كان التخطيط الإلهي حاضرا في الحفاظ على البيئة الاجتماعية للدين العالمي الجديد من خلال الحفاظ على آباء وأجداد رسول الإسلام (صلى الله عليه واله) فلم يتأثروا بالعقائد الخاصة بالأديان الأخرى ولم تفرض في الوقت نفسه عليهم اي عقيدة من عقائد بني إسرائيل رغم اطلاعهم على هذه الديانات بحكم عملهم بالتجارة حيث كانت حياتهم حافلة بالرحلات التجارية (تجارة الصيف والشتاء) فتجارة الصيف الى ارض الشام وتجارة الشتاء إلى ارض العراق وللتاريخ شواهد كثيرة على هذا الأمر وتركز اهتمامهم بتجارة الشتاء الى العراق حيث نوعية البضائع الجيدة مع الأخذ بنظر الاعتبار الموقع الجغرافي للعراق جعل منه عنصر جذب مهم للتجار في مناطق العالم الأخرى .




إرسال تعليق

0 تعليقات