رمضانيات : رمضان أم شهر رمضان؟ (4)

عز الدين البغدادي

هناك روايات وردت تقول بأن من غير الجائز أو غير الصحيح أن تعبر عن هذا الشهر الفضيل باسم "ضمان" فقط، بل ينبغي أن تقول "شهر رمضان" وقد عللت هذه الروايات ذلك بأن رمضان اسم من أسماء الله.

وقد روي الجمهور عن أبي هريرة عن النبي (ص): لا تقولوا رمضان فإن رمضان اسم من أسماء الله ولكن قولوا شهر رمضان.

وكذا عن ابن عمر: لا يقولن أحدكم صمت رمضان، وقمت رمضان، ولا صنعت في رمضان كذا وكذا، فإن رمضان اسم من أسماء الله عز وجل العِظام، ولكن قولوا: شهر رمضان كما قال ربكم عز وجل في كتابه.

وسندهما ضعيف.

كما وردت أخبار عن أهل البيت بذلك، منها ما روي الإمام الباقر (ع): …. لا تقولوا: هذا رمضان، ولا ذهب رمضان ولا جاء رمضان، فإن رمضان هو إسم من أسماء الله الحسنى – عز وجل – لا يجيء ولا يذهب وإنما يجيء ويذهب الزايل.. ولكن قولوا: شهر رمضان.

إلا أن هذا ضعيف لسببين، هما:

1- انه لم يأت فيما ورد من روايات عددت أسماء الله تعالى أي ذكر لاسم رمضان.

2- كما انه ورد كثير من الروايات بلفظ رمضان دون تقديمها بلفظ "شهر" من قبيل ما روي عن النبي (ص): من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.

وفي خبر نبوي: "من صام رمضان و ختمه بصدقة، وغدا الى المصلى بغسل رجع مغفورا له"

وعن أبي عبدالله الصادق (ع) قال: إذا مرض الرجل بين رمضان إلى رمضان ثم صح فانما عليه لكل يوم أفطر فيه فدية طعام…… فإن صح فيما بين رمضانين فإنما عليه أن يقضي الصيام… الخ.

كما أن استعمال تعبير رمضان واضح منه ان يقصد به الشهر، فيكون من باب حذف المضاف وهو معروف في اللغة.. لكن من المؤكد أن الأفضل هو ذكر لفظ الشهر قبله أخذا بالتعبير القرآني،

والله أعلم