آخر الأخبار

حتمية التقريب (6)










محمود جابر


من المسائل التى قد يقف بها المتأمل فى مناهج الدعوات الإسلامية المعاصرة  - كـ التقريب – مسألة المفاضلة بين الأغراض المحدودة، والأغراض الشاملة ، ومزية الغرض المحدد من حيث إجادة الدراسة والتنفيذ وربطه بالواقع والظروف وفرص النجاح ، وفرص النجاح من حيث الجاذبية ويسر القبول والبحث عن وسال التأثير الواسعة .



ومعظمنا يتحرك اهتمامه بدينه، وهو ينظر إلى الإسلام من عل نظرة شاملة – رومانسية – يعر فيها بالشجو لتقصير أهله والرثاء على حالهم، ويجد فكره مسوقا الى استعراض مشاكل المسلمين كما يتخيلها أو يخيل له، وهو يقف فى هذا موقف الطبيب الذى عليه ان يعالج قرابة الثلاثمائة مليون  فى الحاضر، وألف وربعمائة عام فى الماضى، وهو يظن ان هؤلاء جميعا ينتظرون منه وصف العلاج وحل المعضلات ، وقد طاب له نشوة الطبيب المصلح المعالج أمام المحتاجين للعلاج .



وهو مندفع بدافع الغيرة على الإسلام، ورغبة – قليلة أو عارمة – بان يكون مصلحا وفى واجهة القيادة، وقدر مثله أو اقل من غريزة إشباع الرغبة، ووراء هذا وذاك عادات فكرية وتراث نفسي واجتماعي وانطباعات مجتمعية تسوق وترسم له مخيلته .



ان طريق الدعوة الأعظم هو الاهتمام بالإنسان المسلم، حياته وسلوكه، وتصرفاته، وردود أفعاله ، فى جده وهزله، وانه يجب عليه ان يدرك ان صلاح أمره وأمر مجتمعه فى ان يكون الإسلام بمعناه الشامل والكامل هو طريق الخير والسعادة .

وعلى المصلح والداعي الى الوحدة ان يسلك هذا السلوك قولا وفعلا ، فالفعل قول حى، والسلوك قول متجسد، وان لم يصدق الفعل السلوك للأقوال فان دعواه سوف تكون دعوى ميتة ليس لها آفاق من نجاح أو مستقبل .




إرسال تعليق

0 تعليقات