آخر الأخبار

كورونا.. "فيروس" فضح الأغبياء!!









نصر القفاص


الأرقام لا تكذب.. لكنها يمكن أن تتجمل.. ويمكنها أن تكون كاشفة.. فإذا كانت الأرقام تؤكد المعنى والفكر الذى يعبر عنه "رجال المال" فى مصر, وتفضح حقيقة التوحش "الأمريكي – البريطاني" فهى تقدم البرهان القاطع على أن "زلزال" كورونا" سيكون خطا فاصلا بين ما كان قبله.. وما سيكون عليه الكون بعده.



قراءتي للأرقام قد تكون مختلفة عن غيرى.. فهناك من يصيبه الفزع منها أحيانا.. وهناك من تجعله الأرقام نفسها مطمئنا ومستريحا.. وعندما نضع الأرقام إلى جانب تصريحات "رجال المال".. وقد خرج علينا "كبيرهم" مطالبا بالعودة للعمل, قبل أن نشهد دماء فى الشوارع.. وأكد استخفافه بالبشر وحياتهم, رافعا راية باطل بدعوى بحثه عن الحق!! هذا الكلام كان ترديدا – كالببغاء – لنظرية تحدث عنها الرئيس الأمريكي "ترامب" وأكد إيمانه بها رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون".. ولأن "رجل المال" إياه "أمريكي – بريطاني" يتخفى بقناع مصرى, وأمثاله بيننا كثيرين ويتصدرون واجهة المجتمع منذ أن تم اختراعهم لينخروا فى عظم الأمة قبل عشرات السنين.. ولأن الشعب أصابته أفكار وكلام الرجل.. انفجر فى وجهه معلنا الرفض وصب عليه اللعنات.. هنا كان ضروريا أن يهب أقرانه لدعمه ونصرته.. فخرج "رجل مال" آخر يدعى أنه رجل صناعة, ويمارس هواية زراعة "الفراولة" و"الزهور" وتصديرها لإضافة ملايين أخرى لأرصدته.. وتحدث ليؤكد المعنى الذى قاله كبيرهم فى مصر.. وما هى إلا ساعات حتى نطق أحد أهم رموز "الإقطاع العقارى" ليقول بوضوح: "شوية من الشعب يموتوا بس باقى الشعب يعيش والبلد تمشى" ونص ما قاله ثلاثتهم محفور فى ذاكرة المصريين, ولن ينساه التاريخ.. وكلامهم عند أمثالى لا أستغربه ولا يدهشنى, لأننى أعرف "دورهم الوظيفى"!! وبالتالى فلا يمكن أيضا أن يدهشنى صمت الأخرين من تلك الفئة, واعتمادهم على أبواقهم وعبر أذرعهم الإعلامية التى تحفظ وتحافظ على نجوم إعلام زمن ما قبل كورونا.
دون فلسفة أو إسهاب فى كتابة المعنى.. تعالوا ندقق النظر فى الأرقام الكاشفة.. نحن جميعا نتابع أعداد المصابين ومن ذهبوا إلى رحمة الله وكذلك أعداد من تحت العلاج.. الأرقام تقول أن الولايات المتحدة الأمريكية تجاوز عدد المصابين فيها 314 ألف.. والذين ماتوا تجاوز عددهم 8500.. ولك أن تصدق وعليك أن تدقق وتضع خطا أحمر تحت عدد الذين عالجهم نظام أمريكا الصحى, وهو نحو 15 الفا فقط!! هذه الأرقام تقول أن "ترامب" يتكلم عن مواجهة "كورونا" لكنه يفتح الإشارة الخضراء لانتشار المرض, وتحقق له أعداد الوفيات انتصارا لنظريته.. ثم يغلق الإشارة الحمراء أمام العلاج.. لذلك سنجد أن أعداد المتعافين فى أمريكا, ضئيلة جدا قياسا على عدد المصابين ومقارنة بأعداد الوفيات.. وإياك وخداع نفسك بأن إمكانيات وقدرات أكبر وأقوى دولة فى العالم, لا تؤهلها لمواجهة "الفيروس القاتل" الذى استخف به "ترامب" بوعى وإدراك.. وعبر عن ذلك بوضوح, لكن بعضنا ركن إلى اعتباره لا يفهم!!



نذهب إلى أرقام "بريطانيا" لنقرأها وفق هذه الرؤية.. سنجد أن من أصابهم الفيروس وصل إلى 42 ألفا.. وعدد الذين توفاهم الله وصل إلى 4313 – حتى الآن – وهو رقم لا يستهان به.. أما المفزع فإن أعداد من تعافوا لا يتجاوز 135 فقط.. نعم 135 مريض أنقذهم النظام الصحى لإمبراطورية كانت لا تغيب عنها الشمس!! وهنا يمكننى أن أقف عند الذين سيحاولون الاستخفاف بقراءتى للأرقام.. فأنعش ذاكرتهم بما قاله "جونسون" بوضوح: "ودعوا أحبابكم" وكان يقصد من سيطوله "الفيروس القاتل".. ولا مانع من أن يدخل هو نفسه – جونسون – حجرا صحيا طوعيا.. يبث من خلاله أحاديث مسجله يوميا إلى شعب.. قد لا يصدق أن الرجل فى حجر بالفعل!!



ضع "أمريكا" و"بريطانيا" فى جانب.. وعلى الطرف الآخر دقق النظر فى أرقام الفاجعة – وصفوها تدليلا بالجائحة – الواردة من "الصين" ستجد أن المصابين تجاوز عددهم 81 ألف إنسان.. مات منهم ما يقرب من 3329 – حتى الآن – وتعافى ما يقرب من 77 ألف!! أظن أن الأرقام تنطق.. لكن بعضنا لا يحب أن يسمع.. وأقصد بهذا البعض "رجال المال" عندنا الذين نطقوا تحت ضغط "واشنطن" و"لندن"!!



بين الطرفين سنجد آخرين.. نبدأ بدول الاتحاد الأوروبي, لنرى أن "فرنسا" عالجت أكثر من 15 ألف.. وتركت 7560 لمصيرهم المحتوم من بين 90 ألف مصاب.. وراجع هنا تصريحات حاكم "الإليزيه" الذى بدا حاسما وحزينا تحت ضغط أمة فرنسية تتنفس وعيا وثقافة وخلفها حضارة.. كذلك ستجد أسبانيا التى ارتبكت واهتزت بعنف فكان أن تجاوز عدد مصابيها 126 ألفا.. مات منهم حوالى 12 ألفا بينما تعافى أكثر من 34 ألف.. والأمر ذاته حدث فى "ألمانيا" التى ضرب "الفيروس" فيها أكثر من 96 ألفا, لكنها استجمعت قواها فأنقذت بالعلاج حوالى 29 ألفا.. ومات 1446 – حتى الآن – لنصل إلى "إيطاليا" التى تركوها يسحقها "الفيروس" ويصل عدد مصابيها لأكثر من 124 ألفا.. ويتجاوز عدد الموتى 15 ألفا بمئات.. لكنها تمكنت من علاج ما يقرب من 20 ألف مواطن.. ثم ستجد باقى دول العالم التى تأرجحت بين رؤية "واشنطن" و"لندن" فى جانب.. ورؤية "بكين" فى جانب آخر.. وشغلتها أو قل شاغلتها رؤية دول الاتحاد الأوروبي, الذى أستطيع القول "الذى كان"!! وبقى بعد ذلك كل دول العالم, والتى تفاوتت قدرتها على فهم ما يحدث وسرعتها فى التعامل معه.. وضمنها "مصر" التى تؤكد الأرقام – حتى الآن – أنها كانت واعية ومدركة لملامح "زمن قادم" أراد "الديناصور الأمريكي" أن يفرضه.. ويقاومه "التنين الصينى" فاختارت القيادة السياسية – الرئيس عبد الفتاح السيسى – الانحياز لشعبها وتاريخها وحضارتها.. وهذا يعنى بالنسبة لكل من "لندن" و"واشنطن" دورا مربكا ويؤدى إلى حرق أوراق سيناريو شديد الإحكام – بلاش مؤامرة – لذلك أطلقوا على مصر وقائدها, ماكينات الخيانة فى "الدوحة" و"اسطنبول" لتنشغل بمصر وقائدها.. فهم لا يرون مصيبة "تركيا" ولا ترنح "قطر"!! لا يرون ما يحدث فى كل الدنيا.. يركزون فقط على مصر والرئيس السيسى, وكأن "جائحة كورونا" كما اختاروا تدليلها وهى مصيبة, لا تضرب غير "مصر".. وهؤلاء لا يشغلونى.. لكنهم "ذباب" لا مانع من أن "نهشه"!!


وسط هذه الحالة.. كانت الرسالة نحو "الصين" التى حملتها وزيرة الصحة.. ثم الرسالة إلى "إيطاليا" وحملتها الوزيرة ذاتها, وهو ما يدعونى لتقديرها.. وبينهما رسائل نحو "عزة" و"بيروت" و"سوريا" وكلها تحمل دعما ماديا.. والأهم منه معنويا وذو دلالة ومغزى.. وكان التعامل مع المصيبة – الجائحة – بثبات ووفق رؤية ومنهج مصرى يتشكل وتظهر ملامحه بفعل يفرض على الشعب الالتفاف حول رئيسه, وإعلان الفخر بمواقفه وآدائه.. ولا مانع من أن تشغلنا – كمجتمع – معركة الداخل التى تتطلب وعيا لا يحدث دون فهم.. لكن وسائل صناعة الوعى والفهم, مازالت ضعيفة أو قل تآكلت خلال سنوات طويلة – أقصد الأحزاب والإعلام والثقافة – وهذا لم يمنع الشعب من تجاوز ذلك.. هب الشعب ليمارس السياسة والإعلام والثقافة.. فكان أن تصدى لرجال أمريكا من "رجال المال" ولم تخدعه محاولات تزييف دور جمعية "رسالة" وغيرها من جمعيات الاحتيال على عقل الأمة.. وظهر الشعب واعيا لكل متكسب من الأزمة فى الأسواق – التجار – وعبر الشاشات والصحف – الإعلاميين – ومدعو العلم – بعض الأطباء – وتجار الدين – بحكم الشكل والزى – وظهر "حراس" لهذه الأمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي, كل منهم يقاتل بجسارة.. فنجدهم دون اتفاق.. يقاتلون وفق خطة يقودها الذى راهنوا عليه وفرضوا عليه أن يكون رئيسا عند أخطر لحظة عاشتها مصر.



إرسال تعليق

0 تعليقات