بين فهم السيد الشهيد وفهم البعض من طلبته

علي الأصولي

اتسمت بعض كتب سيدنا الأستاذ الشهيد الثاني (رض) على شكل تقريرات مكتوبة من بعض طلبته سواء كانت فقهية أو أصولية أو تاريخية،

وهذه الطريقة معمول بها في الحواضر العلمية سواء هنا في النجف الاشرف أو في قم المقدسة،

ومن هذه الكتب كتاب ( الشذرات ) وهو بالأصل عبارة عن محاضرات ألقاها السيد الشهيد على ثلة من طلبته آنذاك ؛

تناول فيه جانبا مهما من القضية الحسينية، وقد كتب هذه التقريرات الشيخ اسعد الناصري وأخرجه على شكل كتاب،

ومع أن السيد ( رحمه الله) قد ذكر في مقدمة هذا الكتاب بأنه قد أعطيته الحرية التامة على حد تعبيره بل لم اغير من كتاباته شيئا كما ذكر ؛ مع ملاحظته وان صادف انها تختلف عن مضمون الدرس نفسه،

وكيفما كان: يمكن كما هو الصحيح القول أن التقريرات تكفي بأن تكون ممثله لفهمه على ما هو مضمون كلامه (رض) ( اي فهم نفس المقرر ) مع الالتزام العام بمضمون محتواه من جانب المحاضر،،

 وهنا وقع اثنان من طلبة سيدنا الشهيد بمطب لا أحسبه عن قصد وعدمه والعصمة لأهلها بكل تأكيد،

بينما كان الشيخ الناصري (المقرر) ينقل ما يسمع من محاضرات الشذرات قد زاد أو أضاف أمر لم يذكره السيد الشهيد في أصل البحث أو المحاضرة،

ومن هنا نحن ننبه على هذا السهو من قبل المقرر ( الذي لليوم على ما يبدو لم يلتفت إليه ) باختصار شديد،

حاول السيد الصرخي الحسني مناقشة وبالتالي تفنيد رأي السيد الشهيد عنوان القانون العام للمعجزات لذي هو المبنى الأهم في كتاب موسوعة الإمام المهدي،

وهذه المناقشة من قبل جناب السيد الصرخي مبنيه على ما وجده في تقريرات الشيخ الناصري في الشذرات،

ومعلوم أن الموسوعة أقدم تاريخا وتأليفا من الشذرات وعلى بناء القدم فيكون الرأي الجديد ناقضا أو ناسخا أو لاغيا للمبنى أو الرأي القديم بطبيعة الحال،

وكانت انطلاقة السيد الصرخي معتمدة على قرابة اسطر متعددة كما في صفحة ( ١٩٤ ) من هذا الكتاب !

فقد زاد الشيخ الناصري في تقريراته كلمة ( أسلافي )

وهذه الكلمة جاءت في سياق موضوعة قانون المعجزة !

والتي حاول السيد الصرخي جاهدا إلغاء الفكرة من الأصل بدعوى رجوع السيد عن مبناه كما في الموسوعة،

والحقيقة، بعد الرجوع لأصل المحاضرة ( ٢٨) لم نجد لهذه المفردة لمفردة ( أسلافي ) عين ولا أثر !

التي جعلها السيد الصرخي دليلا على عدم وجود دليل عند السيد الشهيد في البناء على القانون العام للمعجزات سوى قول الأسلاف، سيتبين وبوضوح: ان السيد الشهيد ( رض) لم يتنازل إلا عن ضرورة القانون الطبيعي فقط كما يفهم ذلك بعد المراجعة والمقارنة.