آخر الأخبار

مرة أخرى .. هل سيكون بوتين العراق؟؟








مازن صاحب


تعجب واندهش الكثير من الأصدقاء والقراء حينما قارنت بين شخصية الرئيس بوتين الروسي وبين المكلف الثالث لرئاسة الوزراء .. لم يقرؤوا جميعا ما بين السطور ولم تتوفر عندهم فرضيات النقد بالضد ..بل تعجبت من قول احد أصدقائي ويحمل صفة خبير استراتيجي بأنه قرأ العنوان فقط !!


نعم مطلوب من المكلف الثالث لرئاسة الوزراء السيد مصطفى الكاظمي أن يتحلى بمواصفات تمتلك المعلومة .. توظف في حنكة ودراية لإدارة مخاطر الأزمات .. لكن لم يتبادر طرح السؤال المقابل .. هل يمتلك فرضيات حلول تطبيقية عراقية بمرحلة انتقالية لإعداد انتخابات حرة ونزيهة؟؟


اكرر القول أن ما يحتاجه عراق اليوم شخصية ليست من الخيال بل من واقع الحياة السياسية ... إذا ما رجعنا إلى كتب التاريخ فليس لها غير الحجاج أول من فرض منع التجوال لأسباب أمنية في التاريخ .. نتفق أو نختلف .. مثال آخر... مجزرة القلعة في عصر مماليك مصر .. مثال أقرب إلى التاريخ الحديث... حوادث تفجير البرلمان الإيراني وتفجير طائرة رئاسية إيرانية انتهت إلى حسم تضارب مصالح ومحاور متعارضة ... مثال اقرب... نموذج تطبيق النظام في مواجهة تحديات الانقلاب على اردوغان تركيا .. واقرب منها صعود الرئيس المصري السيسي .



كل منهم فرض النظام لتحقيق الأمن والأمان بطريقة ما .. اكرر القول قد نختلف أو نوافق عليها .. هل علينا في عراق اليوم أن نكرر ذلك الهتاف ( بالروح بالدم نفديك ياهو الي جان بس يجيب لنا الأمان ) ..


شخصيا لا أتمنى أن نصل إلى قعر الهاوية .. وتساقط أحجار (هيكل الدولة) يخلق واقعا عراقيا يكتب بالدماء في زمن بات ثمن برميل نفط أرخص من برميل ماء !!


هذا المستقبل غير الواضح للخروج من حافة الهاوية اليوم يمكن أن ينتهي إلى نموذج الأسوأ .. ولا يبدو أن القيادات العراقية بكل أطيافها ومسمياتها التي تكرر القول أنها تفهم هذه المخاوف لكنها تهمل الاستجابة السريعة المفترضة للخروج من حافة الهاوية بل ربما تركض بالعراق إلى قعر الهاوية بعناوين مختلفة لمناهج الأحزاب وأجنداتها .كل ذلك يؤكد .


أولا: مطلوب رئيس وزراء يعيد للعراق الأمن والأمان في إدارة مخاطر الأزمات الحالية والمقبلة ما بعد جائحة كورونا .. من خلال توفير متطلبات الاستجابة الكلية من جميع القوى السياسية وليس التمسك بمفاسد المحاصصة .



ثانيا: فرضية أن يكون رئيس الوزراء نموذجا لإدارة مفاسد المحاصصة وإرضاء أحزابها تعني مواجهة غضبة حق عراقية تصرخ نريد وطن عراق الجميع .


عندها ستكون سيوف القانون على رقاب سراق المال العام .. والمسؤولين عن دماء أولادنا المتظاهرين تنتظر في ساحة القضاء... فكم من رؤؤس قد أينعت وحان وقت قطافها!!


لذلك يحتاج عراق اليوم بوتين بهوية عراقية بامتياز لتصفير حقيقي صحيح لكل وقائع مفاسد المحاصصة .. وتحتاج إلى اردوغان عراقيا يجعل الدولة تحتكر العنف وتمنع انفلات السلاح وإلى سيسي بهوية عراقية مطلوبة تجعل الجهد الهندسي للدولة وخبرات الجامعات المنتجة تقفز بالإنتاج المثمر لبناء قدرات صناعية وزراعية وعمرانية تقلل من الاعتماد على النفط ..

دون ذلك سيكون الكاظمي مجرد (دي فاكتو) لمفاسد المحاصصة .. والأفضل له أن يكتفي بعنوان وظيفته وسبق وان وضعت أمامه الخيارات في مقالين سابقين ... التي لم تقرأ بعناية .. اما أن يكتب عنه التاريخ ... أو يكون مجرد سطرا في كتاب مفاسد المحاصصة..


أليس في القوم من رجل رشيد ... ولله في خلقه شؤون!!!

إرسال تعليق

0 تعليقات