آخر الأخبار

أحد صباحتي البهيجة














حمدى عبد العزيز



صادفتني سعادة كبيرة صباح اليوم ، مصدرها هو أنني لاحظت وجود حساب علي موقع الفيسبوك للإذاعي البارع صالح مهران الذي يشكل صوته جزءاً عزيزاً من تكويني الوجداني منذ أن كنت صبياً يتابع بشغف ذلك العالم الذي تنطلق حدائقه وحرائقه ، وأدغاله وأحداثه وسردياته من الراديو الترانزستور الذي كان هو نافذتي المفتوحة علي العالم حتي منتصف السبعينيات قبل أن يعرف منزلنا شاشة التلفيزيون كعالم اتصالي جديد ، واعتقد أن غالبية جيلي والجيلين الذي سبقه كان كذلك ..



لازالت حتي الآن أتذكر نبرات صوته حين يتردد في الخمسة قبل الربع مساء ماقبل المسلسل الإذاعي بعبارة (إذاعة جمهورية مصر العربية تقدم ..)


، أو (هنا القاهرة ..) في مقدمة كثير من البرامج ..


أو صوته الذي كان يأتي صباح كل يوم مصطحباً لبرنامج (كلمتين وبس ..)

حفلات أم كلثوم الذي كان بمثابة احتفال شهري تتحلق فيه أسر الطبقات الشعبية المصرية حول أجهزة الترانزستور في سهرة شهرية ، لازال تقديمه لها جزء لايتجزأ من حالة البهجة والجلال الذي كنا نستقبل به صوت أم كلثوم الذي كان يقودنا بدوره إلي أدغال وأحراش جمالية وروحية لم نكن لنشبع منها ..


لازال صوت تقديمه لحفلها محفوراً داخلي مع ذلك الصبي الذي أرضعت طفولته شمس الستينيات بدفء الشتاءات ، وبهجة أيامها الصيفية ..

ومازلت أذكر صوته الباكي الذي كان يهزني في عمق وجداني في بواكير صباي حين كان ينعي خبر وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ..


ومازلت أتذكر إذاعته لبيانات معارك أكتوبر العسكرية المجيدة ..


لم يطرأ يوماً بخلدي هاجس أو حلم أن تحدث هذه المصادفة .. لكنها حدثت ، وعلي الفور تجرأت وراسلته علي الخاص ، وبكرم وتواضع شديدين رد علي شخصي المتواضع برسالة رقيقة تكتنز بعبق من قيمته كقامة باسقة في عالمي الخاص وعالم جيلي الذي ارتبطت طفولته وصباه بعالم الترانزستور البهيج ..

بل واستجاب لطلب شخصي المتواضع عندما أرسلت له طلب إضافة ، وقبل صداقتي علي عالم الفيسبوك ، وهذا كرم فائض ، وشرف رفيع منحني أياه ، وسوف أفخر وأعتز به كثيراً ..


شكراً أستاذنا ، وأحد أهم نجوم أزمنتنا الجميلة
صالح مهران
_____

30 إبريل 2020

إرسال تعليق

0 تعليقات