آخر الأخبار

عنصر التاريخ في المنهج الفقهي للشهيد الصدر (٢)










أحمد مبلغي⧪





[كما قلنا، قد تم تقديم هذا البحث في محاضرة، ولكن هنا سيتم تقديمها مع تعديلات وتغييرات تجعلانه أكثر اكتمالاً وشفافية].

تمهيد:

بما أن الدخول في البحث عن ضرورة التاريخ في الاستنباط واستخدامه في الفقه، أمر حساس ومهم، ولم يتم تقديم دراسات مستقلة ودقيقة وكاملة في هذا المجال وفي شكل المناقشات التنظرية، (بل ظهرت في الغالب في المدارس كاتجاهات)، سأحاول تقديم هيكل مع محاور لهذه المناقشة، بحيث، ونتيجة لذلك، تجد من جهة، إطارًا نظريًا لمناقشة عنصر التاريخ في الاجتهاد، يمكن اقتراحه والتركيز عليه، ومن ناحية أخرى، عمق فكرة الشهيد الصدر فيما يتعلق بعنصر التاريخ في الاستنباط.


بطبيعة الحال، لا يجب أن نتوقع مشاهدة بيان من الشهيد الصدر تحت كل محور ومحور من هذا الهيكل، لأن الشهيد قال بعض النقاط الأساسية فيما يتعلق ببعض الموضوع.


نحن نقدم الهيكل حتى نتمكن من تقديم بنية هيكلية لمثل هذا البحث الهام من ناحية، - وطبعا نحتاج هذه الهيكلية-، ومن ناحية أخرى نتمكن من بلورة عمق كلمات الشهيد الصدر في هذا السياق.



هيكلة محاور البحث العلمي حول "عنصر الرؤية التاريخية في الاستنباط:

هناك ثلاثة بحوث حول "عنصر الرؤية التاريخية في الاستنباط":

١- ضرورة وضع الرؤية التاريخية في منهجية الاستنباط.


٢- ضرورة توفير المنهجية للرؤية التاريخية.


٣- نسبة عنصر الرؤية التاريخية مع العناصر الأخرى في الاستنباط من حيث التنظيم المنهجي.



دراسة المحاور الثلاثة المذكورة أعلاه.

المحور الأول: ضرورة وضع الرؤية التاريخية في منهجية الاستنباط
في الواقع، السؤال: هل وضع "الرؤية التاريخية " في مكونات منهجية الاستنباط، ضروري؟ إذا أثبت الدليل هذه الضرورة، فمن الضروري أن تتضمن منهجية الاستنباط عنصر الرؤية التاريخية، وإذا أثبت أنه غير ضروري، أو إذا لم يثبت بالدليل أنه ضروري، فنضعه جانباً.
هناك فوائد أساسية مهمة تترتب على وضع الرؤية التاريخية في منهجية الاستنباط، تبلغ اهمية وحيوية بعض هذه الفوائد مرتبة لا يمكن تجاهلها، وتعمل هي كدليل لإثبات ضرورة انتهاج الرؤية التاريخية كعنصر في الاستنباط، وفيما يلي الإشارة الى هذه الفوائد.


أولاً: تقليل احتمالية الخطأ في الاستنباط:

يتم توضيح هذه الفائدة، ودليليّتها لإثبات المدعي، من خلال البيان التالي:

هناك مبدأ يقول: "إنه مع وجود عيون وأذن أكثر حدة، تُرى الزوايا الخفية للموضوع أولا، ويصبح الشخص أقل خطأ ثانياً"، بالانطلاق من هذا المبدأ نفهم أن الفقيه الذي يركز على التاريخ أقل خطأ من الفقيه الذي لا يركز عليه ، لأنه يحصل على التفاصيل والأبعاد المخفية المتعلقة بالموضوع ، على عكس الفقيه الذي لا يركز عليه ، فالفقيه غير المستفيد من الرؤية التاريخية يكون مثل الشخص المتحرك الذي لا ينظر بعناية أثناء حركته أمامه والمناطق المحيطة به ، بل ينظر فقط إلى الأرض وما هو في أطراف قدميه، لذلك يحتمل ارتكابه للكثير من الأخطاء بصورة جدية.



مرجع دينى إيرانى 

إرسال تعليق

0 تعليقات