آخر الأخبار

المواجهة بين عقيدة التوحيد والأصنام الحلقة الرابعة من سلسلة محاضرات(التخطيط الحامي والتخطيط المحمي) لفضيلة الشيخ عبد الهادي الزيدي







تقرير /رسالة النيل


إن مراحل التخطيط الإلهي تكون نافذة ولابد أن تحقق أهدافها رغم أن الأعداء كانت مخططاتهم تعمل بالضد من هذا التخطيط فكانت هناك عدة محاولات لإعاقة الخط الاسماعيلي الحنيفي من خلال اختيارهم للمكان(الكعبة) الذي يمثل الأرضية التي تعتبر احد أهم المقومات للتوجه الإسماعيلي حيث وجود الموحدين فهو نقطة القوة التي شعر بها الأعداء فمارسوا عدة أساليب هما السيطرة على مراكز العبادة لما تمثله من قيمة روحية وعقائدية في نفوس الناس( ولا زالت الكعبة ليومنا الحاضر خاضعة في إدارة شؤونها لفئة متطرفة كفرت كل من عارضهم إضافة الى سيطرتها على المراكز الدينية الشيعية وفرض كثير من الأحكام المجحفة بحق كل من حاول زيارتهم ).


إن دخول الأصنام إلى مكة بواسطة عمر بن لحى الذي تميز بالدهاء والمكر وفرض هيمنته وسيطرته على الكعبة يمثل مرحلة خطيرة من مراحل المواجهة  مع الفكر التوحيدي الذي تميز به الخط الاسماعيلي .

فكانت هناك محاولات لخلق توجه تغلب عليه صفة القداسة المزيفة من اجل تشكيك وانحراف الناس عن عقيدتهم التوحيدية التي ورثوها عن النبي إبراهيم عليه السلام فمحاولات تشكيك الناس بعقائدهم من حيث نشر الضلال من حيث تنتشر الهداية يمثل أسلوبا رائجا لحرف الناس عن دينهم كونه أسلوب يتناغم مع العواطف .فكانت هناك عدة أساليب مباشرة وغير مباشرة في عملية التأثير وطرحهم فكرة ان الاصنام هي وسيلة تقريب بين العبد وخالقه وبالنظر الى الطريقة التي تم نشر الأصنام من خلالها في الكعبة لوجدنا هناك اختلافا جوهريا بين الرواية التاريخية وبين الدوافع الشخصية وحب السيطرة والاستكبار  مع الاخذ بنظر الاعتبار طبيعة المنطقة (مكة) التي لم تشهد في تاريخها وجودا للأصنام او عبادتها فالرواية التاريخية تنص على ان تجربة الأصنام هي استنساخ لتجربة مماثلة في ارض الشام وما ان شاهدها عمر بن لحى واستفسر عنها عمل على تطبيق هذه التجربة في ارض العرب (مكة) وعند مقارنة هذا الرأي مع الدوافع الأخرى(الشخصية والهيمنة والسيطرة ) نجد ان فكرة الأوثان في حقيقتها فكرة لها أصول رومانية حاولت هذه الإمبراطورية فرضها بأسلوب القوة وتارة بأسلوب ناعم .


عندما نقرأ التاريخ وخصوصا إذا كانت هذه القراءة لا تغفل الجوانب المهمة في أي حدث وأهمها البعد العقائدي ستتضح كثير من الأمور المبهمة وتتم الإجابة على كثير من التساؤلات ومن هنا يمكن معرفة الأسباب الرئيسية التي جعلت الإمبراطورية الرومانية تصدر فكر عبادة الأصنام وفرض عقيدتهم على الآخرين لأجل الهيمنة واستعباد البشر وان أسهل الطرق وأكثرها تأثيرا هو التلاعب بعقائد الناس .


وبالنظر إلى المنطقة التي كانت عبادة الأصنام فيها قائمة إضافة إلى جلب الأصنام منها (الشام) كانت منطقة للنفوذ الروماني تواجه من خلالها أهل الشرق وعقائدهم وعند مراجعة أسلوب نشر ثقافة عبادة الأوثان سنجد أن هناك أيادي خفية وماكرة وما عمر بن لحى إلا أداة من الأدوات المستخدمة في عملية الترويج  كونه (إي عمر بن لحى )كان كبير القوم في مكة وكان كثير الصرف والبذخ فكان يطعم ويكسوا الناس حتى انه في الموسم الواحد نحر عشرة  آلاف ناقة كمل نقل ياقوت الحموي.


وبالنظر إلى كثرة الأموال والسلطة التي يتمتع بها عمر بن لحى نجد انه يمثل أجندة غريبة عن ارض العرب الهدف منها زعزعة عقائد المجتمع في تلك المنطقة خصوصا إنها تحتضن عقيدة التوحيد التي تمثل عائقا أمام مشاريع التوسع والهيمنة الرومانية . 







النبي إبراهيم واستمرار النبوة غياب سلالة وبروز أخرى التخطيط الإلهي وقضية التجديد

إرسال تعليق

0 تعليقات