أحمد مبلغي⇭
١) كانت لديه مبادرات وابتكارات عظيمة في العلوم الإسلامية؛ سواء في إنتاج
الأفكار الجديدة، أو في تطوير وتوسيع نطاق العلوم الإسلامية، أو في تنمية هذه
العلوم لإنتاج المعرفة لتغطية القضايا الحديثة، أو في مجال اختراع وتطوير مناهج
التفكير في هذه العلوم، أو اكتشاف شكل منهجي صالح لعرض وتناول العلوم الإسلامية
على مستوى الأمة.
٢) في حين أنه كان يتمتع بأعلى قوة للتعبير والإبداع والابتكار والمبادرة
العلمية، فقد كان في نفس الوقت أفضل مترجم ومفسر لآراء وأفكار العلماء المعاصرين
أصحاب المدارس، وكان دائمًا يقدم ويقرر بياناتهم على أعلى مستوى وأفضل قالب علمي،
بحيث إذا أراد العالم الأصولي - سواء على مستوى الأستاذ أو الطالب- معرفة جمال
وعمق وأبعاد أفكار النائيني والعراقي والأصفهاني في علم الأصول، فلا يمكنه تجاهل
ما انعكس في مدرسة الشهيد الصدر وما جرى على لسانه وبيانه من ترجمة وتقرير وتبيين
أفكار هؤلاء الأعلام الثلاثة، وحتى لو استطاع أن يجد الطريق إلى وجهات نظر هؤلاء
الشخصيات الثلاث، فإنه لا يستطيع أن يحدد بدقة نقاط التقارب بين هذه الآراء، ونقاط
انفصال بعضها عن البعض، وأن يصوغها في قالب مقارني علمي، ما لم يذهب لمدرسة الشهيد
الصدر، ولم يستفد من تفسيراته وتعبيراته وتقريراته.
٣) كان أحد الفصول الأساسية المهمة في فكر الشهيد الصدر هو رؤيته العميقة
الاجتماعية، وكان لديها نوعان من وجهات النظر الى المجتمع، نظرة الى الروابط
الاجتماعية التحتية، ونظرة الى العلاقات الاجتماعية الفوقية، وقد كتب في المجال
الاول كتابًا مهما تحت عنوان مجتمعنا؛ كتاب مهم ضاع نتيجة الهجوم على بيته
المظلوم، وقد تناول وناقش في هذا الكتاب أهم الأسس والسنن والقوانين التي وضعها
الله في هذه الطبيعة، وفي المجتمع البشري، والتي تتم على أساسها ووفقًا لها وداخل
إطارها، تشكيل الحركات الاجتماعية، واستمرارها وتطويرها، والتحولات الطارئة عليها،
وقد استفاد ذلك من مصادر الفكر الإسلامي، خاصة القرآن الكريم.
وفي السياق الثاني، فقد ناقش قضايا فقهية مهمة وعديدة تتعلق بكل من
الموضوعات الاقتصادية والسياسية والحقوقية.
٤ ) كانت أصالة العلم وأصالة التحول القائم على العلم، تنعكس في سلوكه،
وكلامه وجهوده بنحو بارز.
٥) كانت تفوح رائحة عطر التنظير والتفكير من نظراته، وحركاته، وأدبياته
بوضوح.
⇭ مرجع دينى إيرانى
0 تعليقات