آخر الأخبار

للإنصاف والتاريخ










علي الأصولي


في آخر مقال حاولت الاحتياط في عدم ترجيح رأي على آخر، حول مسألة خفاء الشخص أو خفاء العنوان، وهل هناك تراجع لأطروحة على حساب الأخرى أم لا،


إلا أنني دققت في المسألة وراجعت بما لا مزيد عليه واستمعت لبعضهم وسألت آخرين ونقلت ما ذكره مقرر الشذرات في أحد مقالاته، إلا أن تكونت في ذهني الصورة فأحببت ذكرها للإنصاف،


وقبل الدخول للمسألة ينبغي أن أضع فكرة طرحها السيد الشهيد كمسالة ارتكازية من الضرورة وعدم غفلتها وما نحن فيه، وهي قوله ( الموسوعة لا تمثل مستواي الآن وإنما تمثل مستواي في ذلك الحين) انتهى:


في الشذرات، ذكر ( رحمه الله ) بما مضمونه: إن المعجزة لا تحصل إلا عندما تقتضي مصلحة الهداية ذلك بإذن الله.


( إلى أن قال ) ومنه أيضاً أن أطروحة خفاء الشخص لا تحدث إلا بالمعجزة، فإذا لم تكن هناك مصلحة للمعجزة لم تحدث تلك الأطروحة، انتهى:


وعليه نفهم بإن أطروحة خفاء العنوان كانت فكرته وبنى عليه قناعاته وسار عليها منهجه في كتاب ( الغيبة الكبرى ).


غير أنه في ( الشذرات ) ذكر بما نصه (إلا أنني بعد ذلك حاولت إعادة النظر في هذه القاعدة العامة، لأنني إنما كنت أعتقد بها لأنني سمعتها من أسلافي، لا لقيام دليل عليها حقيقة. وهي لها منحى مادي إلى حد ما، وذلك لأن فيه احتراماً لما يسمى بالقانون المادي أو الطبيعي) انتهى:


الخلاصة: كان (رض) مبناه العام في ذلك الوقت وفي كتابه وما رجحه هي فكرة خفاء العنوان، مع عدم نفي فكرة خفاء الشخص بقول مطلق الذي فهمه المشهور،


وكان سبب ترجيح أطروحة خفاء العنوان هو لأجل كونها، لا تحتاج الى المعجزة، لعدم الاضطرار لها على الأغلب،


وبعد سنين طوال ما بين تاريخ كتابة الموسوعة وما بين عقد محاضراته ومخرجاتها ( الشذرات ) إعادة النظر في أصل تلك فالفكرة الناصة على، إن المعجزة لا توجد إلا لضرورة قد انتفت، فإنه لا دليل عليها،


ولذا أردف في ( شذراته ) بالقول: وقد كنت أقول لبعض طلابي: إن كل شيء يحدث بمعجزة، إلا أننا اعتدنا على بعض الأشياء فحسبناها قوانين طبيعية ولم نعتد على البعض الآخر فحسبناها خرقاً للقوانين،
وبناء على ذلك اذا تمسك بفكرة خفاء العنوان يصبح هذا التمسك من الترجبح بلا مرجح،



ولذا قال مقرر بحث ( الشذرات ) موضحا ذلك، ومن هنا صار ذوقه المتأخر لا يرجح هذه الأطروحة وإنما تكون كلا الأطروحتين محتملة وممكنة وقابلة للتطبيق. وهذا لا يعني عدم صحة أطروحة خفاء العنوان، وإنما يعني عدم ترجيحها على أطروحة خفاء الشخص.



وقوله بأن الموسوعة لا تمثله الآن لا يعني هجر الموسوعة والإعراض عنها أو التبري منها كما قد يتصور البعض. وإنما تبقى الموسوعة كتاباً مهماً ونافعاً على الصعيد الفكري والتربوي ومما يوصى بقراءتها دائماً لما تمثله من مستوى عالٍ جداً كان وما زال محل اهتمام وإشادة من قبل العلماء والمفكرين انتهى:


وعليه سوف نغلق هذا الملف لعدم الثمرة في الخوض فيه بعد بيان ما يمكن بيانه وهذه المقالات حول المسألة التي وقعت موضع جدل كبير...


والحمد لله رب العالمين



إرسال تعليق

0 تعليقات